الخميس 2024/5/2 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
قائد قوات الحدود الفريق الحقوقي محمد عبد الوهاب سكر السعيدي في حوار
قائد قوات الحدود الفريق الحقوقي محمد عبد الوهاب سكر السعيدي في حوار
حوارات
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

واجبنا شرعي ووطني وأخلاقي وأثمّن مواقف الرجال المرابطين على السواتر الأمناء على مصالح البلاد والعباد
 كل الإنجازات والنجاحات التي حققناها كانت بفضل الدعم اللامحدود من قبل معالي الوزير الذي استشعر أهمية ضبط الحدود وتطويرها

حوار / وسام نجم

ان الحديث عن قائد قوات الحدود الفريق الحقوقي محمد عبد الوهاب سكر السعيدي مليء بالفخر والاعتزاز، لأنه رجل من طينة الكبار الذين صنعوا المجد ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه.. لقد استطاع هذا الرجل ان يثبت بصمته ويحقق قفزة نوعية في ميدان العمل ويساهم في تطور الخطط ويحدث من الأساليب المتبعة بفضل خبرته وعقليته الجبارة.. لذلك ليس غريبا ان يصل هذا الفارس الى القمة ويحوز على رضا واعجاب الكثيرين.. صحيفتنا وانطلاقا من حرصها على تسليط الضوء على رموزنا الوطنية كان لها هذا الحوار مع قائد قوات الحدود الفريق الحقوقي محمد عبد الوهاب السعيدي. 

• ما هي اهم واجبات قيادة قوات شرطة الحدود؟
- بدءا نرحب بكادر صحيفتكم التي نتمنى لها كل التوفيق والسداد، شاكرين دعمكم   وتغطيتكم المتواصلة لجهود الأجهزة الأمنية وإبراز صورة مشرقة لقيادة قوات الحدود..
ان قيادة قوات الحدود   هي المعنية بضبط حدود العراق مع دول الجوار الـ(6)، حيث لدى العراق حدود يبلغ طولها اكثر من (3700) كم، اطولها حدودنا مع ايران تليها السعودية وسوريا وتركيا والكويت والأردن، وبالتالي فإن قيادة قوات الحدود هي المسؤولة عن ضبط الحدود وتعمل بشكل اتحادي وسيادي وبسيطرة مركزية على كل حدود العراق من زاخو الى الفاو بما فيها محافظاتنا في إقليم كردستان.
بالإضافة الى ذلك، يوجد لدينا مديرية شرطة الكمارك، وهي معنية بتفتيش الأشخاص والبضائع في كل المنافذ العراقية واسناد الكمرك المدني في وزارة المالية لكل العراق، وتتألف هذه المديرية من (83) مركز شرطة كمركي و(23) قسم و(6) مديريات.
ان قيادة قوات الحدود تعمل بمقر قيادة قوات يتضمن مديريات واقسام ويقع في بغداد، و(6) قيادات مناطق بمستوى فرقة مشاة زائد، وهي معنية بالرقعة الجغرافية لحدود العراق مع دول الجوار وأيضا المراكز والمنافذ الجوية والبحرية والبرية.
هذه هي الواجبات العامة لقيادة قوات الحدود.
• كيف تصف واقع الحدود بيننا وبين الجارة سوريا؟
- ان حدود العراق الأهم هي مع سوريا، وهذه الحدود تقسم الى قسمين: شمال الفرات والثاني جنوبه، وان الجزء الأهم والأخطر على امن البلد هو شمال الفرات والمقصود به المنطقة الممتدة من القائم الى شمال ربيعة وهو بطول اكثر من (300) كم، وتأتي أهميته بحكم الواقع الأمني غير المستقر في الجانب السوري، حيث لا توجد سلطة للنظام السوري على محافظات هذه المنطقة، وانما السلطة الموجودة هي بيد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهي ميليشيات غير نظامية ولا تقوم بضبط الحدود، حيث ان النقاط التابعة لهم ضعيفة، وبنفس الوقت، فان هذه المنطقة تشهد نفوذ قوي لداعش الإرهابي، إضافة الى مخيمات وسجون للدواعش وعوائلهم.
ولذلك فان قيادة قوات الحدود أبدت اهتماما كبيرا بهذه المنطقة، وقمنا بعمل تحصينات مثالية وضبط ممتاز لها، من خلال اتخاذ إجراءات عديدة أهمها منظومة تحصينات متكاملة، حيث انشأنا خندق شقي بطول (340) كم بارتفاع (3) متر وعرض (3) متر إضافة الى انشاء ساتر ترابي وكذلك سياج (BRC)، مع وضع نقاط متباعدة عن بعضها بمسافة (1 كم) ونصب كاميرات حرارية على طول الحدود السورية والتي غطت المنطقة بأكملها من خلال التداخل فيما بينها، واغلب هذه الكاميرات تقوم ببث صورها الى مقر قيادتنا في بغداد، وجاري العمل حاليا لربط هذه الكاميرات بكيبل ضوئي للاتصال بها، كما تم انشاء أبراج كونكريتية بمسافة تصل الى 1 كم بين برج واخر، والمانع المثالي هو الجدار الكونكريتي في المنطقة الأخطر على البلاد، كما معمول به في دول الجوار والدول المتقدمة عالميا، حيث سيصبح لدينا اليوم حوالي (170) كم من الجدار الكونكريتي، وهناك معمل خاص بقيادتنا يقع في شمال جبل سنجار المعني بإنتاج وتنصيب الكتل الكونكريتية في هذه المنطقة.
كما عززنا هذه القطعات المتواجدة، حيث شكلنا في عام 2023 حوالي (14) فوجا، منها (2) فوج مشاة الي و(4) بطاريات هاون (120) ملم، وبالتالي أصبحت لدينا قوة قتالية ممتازة في هذه المنطقة، إضافة الى قوة احتياط كافية تسد الحاجة لاسناد المنطقة، كما يوجد هناك تنسيق مع قطعات الجيش لمسك العمق العراقي في قاطع عمليات غرب الانبار وقاطع غرب الجزيرة، وبالتالي فان كل إجراءاتنا قد حققت نسب ضبط ممتازة وأنهت موضوع التسلل والتهريب من سوريا الى العراق.
• اين وصلت الإجراءات بخصوص الحدود مع ايران؟
- ان الحدود العراقية – الإيرانية هي الحدود الأطول للعراق مع دول الجوار، حيث لدينا 1493 كم، تبدأ من رأس البيشة جنوبا وحتى المثلث العراقي – التركي – الإيراني شمالا، وهذه الحدود تقع ضمن الحدود الإدارية لعدة محافظات، كالبصرة وميسان وواسط وديالى وسليمانية واربيل، وفي أعوام 2022 و2023  والى الان، شهدت افضل إجراءات في تاريخ حدود الدولة العراقية مع دول الجوار، ومنها حدودنا مع ايران، فاليوم نقوم باجراءات كبيرة تبدأ من منطقة رأس البيشة الى شمال السليمانية، حيث تم تغطية كل الحدود العراقية الإيرانية بشكل كامل بالكاميرات الحرارية وبناء مخافر وملاحق لسد الثغرات بحيث لا تزيد المسافة بين مخفر او ملحق واخر اكثر من (1,5) كم، كما أجرينا مشاريع كبيرة أهمها المانع المنفاخي الرباعي، الذي سيكتمل بطول (860) كم والذي يبدأ من منطقة الشيب جنوبا وينتهي بمنطقة بنجوين شمالا، إضافة الى انشاء سياج بطول (200) كم ضمن الحدود الإدارية لمحافظة ميسان، وجرى شق مسار مع الصفر الحدودي الإيراني مع الدعامات الحدودية من منطقة الشيب لحد خانقين بطول اكثر من (600) كم، كما قمنا برفع الاف الألغام من مخلفات الحرب العراقية – الإيرانية مع انشاء التحصينات الحدودية على طول هذا المسار، واغلقنا المخافر والملاحق التي تقع في العمق والتي لم تكن لها أي جدوى ومنفعة تذكر.
- مبينا: هناك تعاون كبير جدا مع الجانب الإيراني في موضوع ضبط الحدود وكذلك تعاون مع الأجهزة الأمنية العاملة في الداخل والوكالات الاستخباراتية، وقد ساهمت الإجراءات التي اتخذناها في الحد من حالات التسلل والتهريب وإدخال المخدرات الى العراق من الجانب الإيراني بنسبة تتجاوز الـ(80%)، وان العمل مستمر ومتواصل لاكمال وبناء باقي المخافر والملاحق الحدودية وتغطية الثغرات بالكاميرات واكمال الموانع.
- ويوجد لدينا عمل كبير على ضفة شط العرب، وهو عبارة عن طريق ساحلي بطول 93 كم، حيث تبنت وزارات الدولة انشاءه، ولدينا تجهيز للواء حدود السواحل بزوارق، وقد حققت الإجراءات التي قمنا بها بعد ان تم تغطية منطقة شط العرب بالكاميرات نسبة ضبط ممتازة لواقع شط العرب وحدودنا الفاصلة بيننا وبين ايران.
- موضحا: هناك تنسيق بيننا وبين السادة محافظي المحافظات الحدودية في البصرة وميسان وواسط وديالى لدعم اجهزتنا الأمنية العاملة في هذه الحدود من الناحية الخدمية.
• هل يوجد لديكم قسم للمخدرات ؟
-  ان موضوع المخدرات هو الهاجس الأهم التي يسعى المهربون لادخالها الى البلاد، حيث اننا نفتخر باننا استطعنا ان ننهي وبنسبة كبيرة قاطع مسؤولية الحدود السورية في ادخال المخدرات، وخصوصا حبوب (الكبتاغون)، اما فيما يخص المخدرات الأخرى كالكريستال وغيرها التي تأتينا من الجانب الشرقي جهة ايران، فيوجد لدينا ضمن مديريات شرطة الكمارك مفارز (K9) لفحص المخدرات وبنفس الوقت لدينا شعب مخدرات في كل المنافذ الكمركية المعنية بالتعامل مع هذه المواد وبالتنسيق مع المديرية العامة للمخدرات والمؤثرات العقلية.
• هل هناك تعاون دولي حدودي معكم؟
- بالتأكيد، هناك تعاون دولي كبير في الجانب الحدودي، حيث هناك تنسيق وتعاون جيد مع كل حدود دول الجوار، وهذا التنسيق والتعاون يتمثل في نقاط اتصال بين العراق وباقي الدول من خلال ضباط الاتصال الذين هم بمستوى آمر لواء صعودا وقادة المناطق والى قيادة قوات الحدود مع باقي القيادات، وهناك مؤتمرات فصلية يتم عقدها كل (3) اشهر لآمري الالوية مع نظرائهم، ومؤتمر كل (6) اشهر لقادة المناطق مع نظرائهم، إضافة الى مؤتمرات سنوية بالنسبة لنا مع باقي قادة دول الجوار، فأي حادث حدودي يحصل مع اية دولة من دول الجوار، يجري اتصال فوري بين امري الالوية، العراقي مع نظيره، ويعقدون لقاء سريعا في اقرب مخفر حدودي ويتم حل المشكلة او حالة التجاوز، فان عجزوا عن حلها، فانها تصل الى قائد المنطقة وقيادة القوات وأيضا نشعر وزارة الخارجية باي متغيرات او احداث مع دول الجوار، وبالتالي لدينا تنسيق عالي مع اغلب دول الجوار، ان لم يكن جميعها، باستثناء الجانب التركي، حيث هناك تعاون محدود معه.
• هل هناك تعاون وتنسيق مع إقليم كردستان؟
- أصلا، لدينا المنطقة الأولى التي هي تقع في الإقليم، في حدود محافظات الإقليم مع تركيا وايران، وهم منتسبونا اسوة بباقي منتسبي المناطق الباقية، ويعملون بامرتنا من ناحية الحركات والإدارة.
• كيف تتعاملون مع ملف الشهداء والجرحى؟
-    هذا الملف ضمن مسؤوليتنا ونحرص على الاهتمام به، لان الشهداء قدموا اغلى ما يملكون وهي النفس فداء لهذا البلد، ولولا تضحياتهم لما وصلنا الى هذا المستوى من الاستقرار والتقدم في البلد، وبالتالي فاننا نقوم بجهد متواصل من اجل تغطية احتياجات عوائل الشهداء واستحقاقاتهم، وكذلك هناك زيارات مستمرة لعوائل الشهداء والجرحى وتقديم المساعدات لهم، وان أبوابنا مفتوحة لاستقبال أي عائلة شهيد او متقاعد او جريح، وتلبية كافة متطلباته التي تخص قيادة قوات الحدود.
مبينا: ان هناك توجيها ومتابعة من قبل معالي وزير الداخلية لهذا الموضوع، ويقوم بدعمنا بشكل كبير، ولذلك فان هذا الملف مسيطر عليه ولم يؤشر لدينا اية مظلومية تستوجب اتخاذ اجراء، وان ابوابنا مفتوحة للجميع سواء من خلال المقابلات عن طريق موقع القيادة او عن طريق الامرين انفسهم.
• ما هو الأثر الذي تركته زيارة معالي وزير الداخلية لكم؟
- ان هناك دعما كبيرا مقدما من قبل معالي الوزير، وان كل الإنجازات التي حققناها هي بدعم واسناد من قبله شخصيا، وهو اول من استشعر خطر الحدود واهمية ضبطها وتأثيرها المباشر على امن العراق، وان اجراءاته ودعمه أتت من خلال عمله في قيادة العمليات المشتركة، والى اليوم هو سباق معنا ويوجد المشاريع المهمة قبل ان نطرحها، ويبدي الدعم اللازم والمناسب، وان سبب نجاحنا والوصول الى نسبة ضبط عالية جدا هي بفضل معالي الوزير.
• كلمة أخيرة.
- نحن الان في رحاب شهر رمضان المبارك،  نسأل الله تعالى لكم ولجميع أبناء شعبنا العراقي الكريم قبول أعمالهم وبلوغ العيد المبارك بخير وبركة ولبلدنا الازدهار والاستقرار والتوفيق، وأيضا كلمتي لابناء قيادة قوات الحدود الابطال، وأقول لهم: ان رجال الحدود هم سور الوطن ودرعه الحصين وخط الدفاع الأول لحماية حدود العراق من التهريب والتسلل سواء أكانت المواد التي تفتك بابناء شعبنا من المواد المخدرة، او تسلل العناصر الإرهابية او المجرمة، وبالتالي فان واجب الحدود هو واجب شرعي ووطني واخلاقي ومن حقنا ومن حق منتسبينا ان يفتخرون بمهمتهم وعملهم، واليوم اعين العراقيين جميعا على الرجال المرابطين على السواتر بان يكونوا أمناء واشداء في مهمتهم، شكري وتقديري لكم شخصيا والى جريدتكم الغراء واتمنى لها كل الموفقية والنجاح.
 

المشـاهدات 1145   تاريخ الإضافـة 07/04/2024   رقم المحتوى 45184
أضف تقييـم