السبت 2024/5/4 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
مــبــدأ الــشــفــاعـــة عـــنــد الـــعــراقــيين
مــبــدأ الــشــفــاعـــة عـــنــد الـــعــراقــيين
مقالات
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

علاء كرم الله
             


نعلم يقينا بأن الله عز وعلا هو الغفور لعباده والرحيم بخلقه  وهذا ماجاء بالقرآن الكريم وبكل الكتب السماوية ، وكذلك نعرف بأن حلم الله بألف عام ، وغيرها الكثير مما يتصل برحمة الله وغفرانه وقبوله بتوبة خلقه من المخطئين على أن تكون توبة نصوحة صادقة . بالمقابل سمعنا  ما نقله لنا موروثنا الشعبي من أمثال عامية مثل ( أن الظالم سالم) و( عتبة الكافر من ذهب)! ،  ومن المؤكد أن ما نقله لنا موروثنا الشعبي من أمثال عامية، لم يأت من فراغ! ، بل جاء  من تجارب وشواهد وحوادث عاشها أسلافنا! ، ونعيش نحن الكثير من شواهدها في وقتنا الحاظر!، وزماننا الرديء هذا ، فجاءت أمثالنا الشعبية  لتعبرعن تلك الحقائق الملموسة والتي لربما صار يقتنع بها البعض أكثر، من أقتناعهم بالأمور الدينية وثوابتها!؟  التي  صار ينظر إليها كأنها شيء من الغيبيات ، التي ربما تكون موجودة أو غير موجودة حسب تفكير هذا البعض!! . وبين  ماجاء في القرآن الكريم من عظمة الله وحلمه الطويل على عباده وغفرانه لذنوبهم ، وبين أمثلة موروثنا الشعبي التي ذكرناها سلفا ، ووسط هذه الأجواء التي نعيشها من جوع وحاجة وفقر ومن ضياع الأخلاق والقيم وفساد الذمم وعدم مخافة الله أصلا وموت الضمير، وصعود طبقة من الطفيليين من قاع المجتمع (مختلطة الألوان والأشكال والأنتماءات!) لتتمتع بكل ترف الحياة وملذاتها وجمالها ، عن طريق الحرام وسرقة المال العام  وما الى ذلك، بلا حساب من الدولة وبدون عقوبة من الله ولا حوبة ولا شارة إمام تطلع بيهم بسرعة!! ، وبين مستقبل مجهول ينتظر العراق ، وما تخبئه الأقدار وقادمات الأيام له ولشعبه المغلوب على أمره! ، وقف الكثير من الناس في حيرة من أمرهم أمام هذا المشهد المحير والمتناقض!! ، ولأن النفس امارة بالسوء إلا مارحم ربي! فوجدوا هؤلاء أنفسهم وقد صاروا ما بين أمرين :   أيعصون أوامر الله ويرتكبون الخطايا والأثام وكل ما نهى الله عنه ، ويعيشون الحياة بطولها وعرضها ويتمتعون بحلالها وحرامها على السواء ويعيشون مثل هذه الطبقة التي صارت تغري الجميع بسرعة ثرائها! لا سيما هناك ضعف في المنظومة الأخلاقية والتربوية والقيمية لدى الكثير من العراقيين! ، فلم لا يصيرون مثل هؤلاء!؟ ، وباعتبار الانسان يعيش مرة واحدة في الحياة ، ثم بعدها يتوبون الى الله في أواخر أيامهم بعدما يصلون الى أرذل العمر، أو عندما يقعون في مرض شديد أو تصيبهم مصيبة كبيرة ، ليقينهم بأن الله غفور رحيم وبالأكيد سيغفر لهم خطاياهم وكل ذنوبهم، أم يلتزمون بحلال الله ويتجنبون كل ما حرمه ونهى عنه مهما وصلت بهم ظروف الحياة وقسى عليهم الزمن ، أملا برضاء الله  والفوز بالجنة التي هي حلم كل مسلم!؟ .  فما دام الله غفورا رحيما وأن حلمه على الظالم والفاسق والفاجر والمجرم قد يطول لألف عام! وكما أن (شارة وحوبة) الأئمة الأطهار والصحابة الأجلاء عليهم جميعا أفضل السلام لا تظهر بسرعة وفي حينها كما يريد ويتمنى هؤلاء! . فامام هذا التفكير المتناقض والمضحك والمبكي والمحيربنفس الوقت ، حسم أصحاب هذا التفكير أمرهم وأعتمدوا مبدأ المراوسة!! ، فباتوا يرتكبون الأخطاء (ينهب يسرق يرتشي وغيرها من كل أسالبيب الحرام) ولكنهم بنفس الوقت يقيمون الصلاة ويصومون شهر رمضان ويعتمرون ويحجون الى بيت الله ويواظبون على زيارة مراقد الآئمة الأطهار عليهم السلام ، معتقدين بل صار لديهم قناعة ويقين تام ، بأن الصوم والصلاة والعمرة والحج وزيارة الأئمة الأطهار ستكون شفيعا لهم عند الله وسيغفر ويمحي لهم كل ذنوبهم وخطاياهم!)) . ولأنهم على يقين تام وكامل بأن الله غفور رحيم ، لذا أستمروا   بارتكاب الأخطاء والمعاصي والفساد في الأرض ماشاء لهم أن يفسدوا ، وبنفس الوقت يستمرون بأقامة فرائض الله والألتزام بكل الشعائر الدينية والزيارات والصوم والحج والزكاة وما الى ذلك ، وكذلك مادامت الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بمثلها!! . نقول بعد كل هذا التفكير المتناقض ومن وسوسة الشيطان في نفوس هؤلاء! ، أنه لا تعليق لدينا على ماذهب ويذهب إليه هؤلاء وكيف يفكرون ويتصرفون ، فالانسان لا يدرك حكمة الله ولن يدركها أبدا . فرحمتك يا إلهي من هذا التيه الذي نحن فيه ، فنحن عبادك وكنا ضحية عبادك! من الملوك والرؤساء وحكام الجور والظلم منذ أن عرفنا هذه الدنيا والى يومنا هذا!! ، ولك الأمر من قبل ومن بعد. 
 

المشـاهدات 674   تاريخ الإضافـة 21/04/2024   رقم المحتوى 45338
أضف تقييـم