عادل علي الحسن 
ولد الفنان جمال جبار في مدينة الرفاعي عام (1950) ودرس في مدارسها . أكمل دراسته الجامعية في كلية الفنون الجميلة/ جامعة بغداد/عام (1974) / قسم الثمثيل . وفي عام(1976) تم تعيينه مدرساً في ثانوية الرفاعي للبنين لمادة التربية الفنية ليتفرغ بعدها ولمدة عام كمشرف فني في النشاط المدرسي ثم أعيد مدرسا في متوسطة صيدا للبنين.

هنا تأتي مرحلة انتقالية مهمة من النتاج المسرحي في المدينة حيث التغيرات السياسية التي أخذت طابعا اَخراً  لتتكيف  مع مفاهيم  ارادة الفكر الشمولي حتى لو دعت الحاجة الى فرضها قسرا وقد كانت هذه المتغيرات فرضت وجودها في مرحلة أستلام الشاب الطموح  جمال جبار علي زمام العمل الفني في المدينة , بالتزامن مع أنشغال الرائد الاستاذ حسيب كاظم بمهمة الاشراف التربوي وانتقال  الاستاذ كاظم فارس للعمل في الفرقة القومية للتمثيل , فكانت موائمة صعبة بين النتاج الفني الفكري الاكاديمي وبين العمل التعبوي السياسي . عمد الاستاذ جمال جبار في ذاك الوقت لاخراج عمل متميز هو مسرحية ( سري جداً) للكاتب مهدي السماوي . وللاسف لم تحظ المسرحية بمكان عرض لائق أنما قدمت على حلبة الملاكمة لنادي الرفاعي الرياضي الواقع قرب المكتبة العامة اَنذاك . لاسباب قسرية منها انها كان انتاجها  برعاية النادي المذكور حتى انه أضطر أن يشرك بعض لاعبي النادي في تمثيل المسرحية لقلة من بقي من العناصر الفنية المعروفة ولاسباب كثيرة . ومن الجيل الذي رافقني في تقديم هذا العمل المهم . جواد كاظم محمود ومحمد فاضل طراد وسعد كاظم عيسى و وائل البدري و مازن علي الحسن و زكي البدري واخرين. ثم أجتهد على تقديم عمل مهم اَخر للكاتب والشاعر التركي المعروف ناظم حكمت وهي مسرحية ( الاملاء) التي قدمها الممثل المبدع والمخضرم سليم جبار وعادل علي الحسن .  وكما أسلفنا فأن الامور بكل نتاجاتها متجهة نحو الهيمنة السياسية المتفردة . لذا ترى أنه لم يستطع ان يقدم اعمالاً كتلك التي قدمها في بداية عمله فاستعان بالاديب والكاتب المعروف الاستاذ قاسم دراج ليكتب له مسرحيات أو لنقل  كتابات ممسرحة لمتطلبات تلك المرحلة . والتي قدمناها على خشبة مسرح ثانوية البنات أو في الهواء الطلق . شاركني فيها . سعد كاظم عيسى . مازن علي الحسن. وائل البدري . أحمد جويعد , عبد الحميد عبد الغني . ماجد كاظم العودة , عبد الرحمن علوان ,أركان حسين . من تلك الاعمال مسرحية ( لعبة الكراسي) ومسرحية ( نفط ودولارات) أضافة الى مسرحيات أخرى.لقد أنسجم الاثنان , جمال جبار وقاسم دراج في تبني منهج ( بريخت) في الرؤى المسرحية وفي تجسيد وتحليل  النص  المسرحي , وميول الاديب قاسم دراج المتناغم مع تلك الرؤى.هذه الاعمال التي قدمت هي  نتاجات تعبوية صرفة لاتعبر عن مكنون قاسم دراج الابداعي والثقافي والذي أراد وكما يبدو الابتعاد ولو قليلاً عن ضغوطات تلك المرحلة المشاكسة والمغايرة حتى استشهاده عام (1982) . أضافة لكونها ليست بالاعمال الدرامية المنهجية التي كنا ننتظرها من ممثل بارع ومخرج أكاديمي لانه صار لزاماً عليه أن ينحو هذا الاتجاه مرغماً ولعوامل نفسية أخرى يعرفها الكثير.ومن الجدير بالذكر أن الفنان جمال جبار قد أخرج أكثر من (25) مسرحية متنوعة واحسن فعلا حين أعاد فكرة أقامة المهرجان المسرحي لمدارس القضاء الذي أبتكره الاستاذ كاظم فارس فأشرك مجموعة من المدارس في المسابقة لتفصل بينهم لجنة تحكيمية واعدة.جمال جبار ممثل مبهر , بارع , يأخذك بأدائه من تلابيبك ممسكاً إياك بكل أرتياح , شاب بوسامته كان بأمكانه ان يزاحم كثيرا  من الوجوه التي تسيدت الشاشة وخشبة المسرح لو فضل البقاء في بغداد.ومن الجميل ان ننصف صنوه. الممثل الأخاذ خليل محسن خضير الذي استشهد في ( حرب1980) المجسد لادوار المستلب المتعاطف مع ادائه الجميع فكنا نتاَسى بأدائه الجاد والمعايشة الصادقة كما أسلفنا انفا . والملاحظ أنه لم تشهد مسارح المدينة نتاجات مسرحية ذات طابع كوميدي بحت . أنما هناك شخصيات من ضمن خطوط العمل لها أسهاماتها ومساحتها الكوميدية المتواضعة تفرد بها الممثل عبد الواحد عيفان والممثل المجد جاعد علي والممثل المنفعل حسن علوان. على أننا يجب أن نذكر في السعي وراء مسارات الريادة التأسيسية لفن المسرح في الرفاعي مرحلة الاستاذ جمال جبار في التسلسلية الثالثة الذي ملأ مسارحها بعطائه الثر والوفير وبطل الاعمال الكبيرة التي قدمت منذ البدايات التأسيسية الاولى لمسرح المدينة ليكون امتداداً صادقاً لاستاذه الاول حسيب كاظم .أسهم الاستاذ جمال في تقديم عناصر فنية واعدة . حيث يحسب له أهتمامه باداء الممثل وحركته المنسقة على المسرح لميوله هو وخزينه المتراكم كممثل نقلها الى عناصره الادائية . هو الاخر كانت الحلقة الاخيرة في مسلسله المبهر حواراته الشفافة في رسائل الهلال الاحمر ثم ينكفئ في القالب الاداري بعد ذلك  وتتوقف حركته الفنية.