الإثنين 2023/3/27 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
في الذكرى (58) لانقلاب شباط الاسود 1963.. اللواء المتقاعد (شاكر محمود العزاوي ) آمر الحماية الخارجية للزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم يروي ذكريات خاصة لـ (البينة الجديدة) ..
في الذكرى (58) لانقلاب شباط الاسود 1963.. اللواء المتقاعد (شاكر محمود العزاوي ) آمر الحماية الخارجية للزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم يروي ذكريات خاصة لـ (البينة الجديدة) ..
ملف من الماضي
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

الشعب هو الحكم .. كيف استقبل شعب العراق ثورة 14 تموز 1958وقائدها  الزعيم الشهيد  عبد الكريم قاسم؟ وكيف استقبل شعب العراق انقلاب 8/شباط الاسود والدموي واشباه القادة ؟

بعد سلسلة الانتفاضات الشعبية ضد حكام العراق في العهد الملكي والذين كان انتمائهم الى الغرب وخاصة (بريطانيا العظمى) وكذلك سلسلة الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي المظلوم دائما والمصائب التي نزلت عليه استيقظ شعب العراق صباح احد ايام تموز الخالد بقيام ثورة وطنية يقودها جيشه المظفر ضد الطغاة والخونة وضد المصالح الاستعمارية وبين سؤال واخر واستفسار تبين بأن احد قادة الجيش العراقي الباسل فيه من الصفات الحميدة ومن الشجاعة والنزاهه وحب الشعب وجيشه وحبه واحترام امته العربية المجيدة والخيرين في العالم علما بأن هذه الصفات الحميدة شوهدت بالتجربة في حرب فلسطين سنة (1947-1948)وذلك من قبل رفاقه القادة والمرؤسين والمنصفين وقد اثبتت السنين اللاحقة صدق هذا الرجل ونبله ووطنيته وحبه لشعبه وجيشه وامته العربية وذلك عند اختياره امرا للواء (19)وهو من الالوية القريبة من بغداد العاصمة .. اجد نفسي مضطرا ان اكتب الى ابناء شعبي العراقي بشأن كيف استقبل هذا الشعب ثورة 14/تموز/1958 ومفجرها وقائدها وجيشها المظفر ؟ بصفتي احدث ضابط اشترك بثورة 14/تموز الخالدة علما انه لم يمض على تخرجي سوى 14يوما  واعود واذُكر ابناء شعبي العراقي على طيبته وبعد اتمام المهام المكلف بها مع قادتي من الضباط الاحرار خلال يومي (14و15) تموز الخالد صدر كتاب سري من قيادة الثورة يدعو كافة الضباط الوطنيين الى الالتحاق الى مديرية ادارة الضباط لغرض تنسيبهم الى الوحدات الجديدة في غرب العراق ابتداءا من الفلوجة وحتى (H3) لكونهم قد وصلتهم معلومات بأن انكلترا وبالتعاون مع جيش الاردن سوف يستغلون حداثة الثورة ويقومون بالهجوم على العراق من المنطقة الغربية وكذلك يقومون بأنزال جوي بالمظلات على منطقة الهضبة بالقرب من بحيرة الحبانية والغرض هو اسقاط ثورة 14/تموز وعلى الفور تم تشكيل نواة الفرقة الرابعة المدرعه وتم تنسيب الزعيم الركن محيي الدين عبد الحميد الشخص الثاني بالقدم بعد الزعيم عبد الكريم قاسم ومن اوائل الضباط الاحرار قائدا للفرقة  وعليه تم تنسيبي للفرقة الرابعة المدرعة بمنصب مرافق القائد الزعيم الركن (محيي الدين عبد الحميد ) التحقت الى مقر الفرقة الحديثة التشكيل يوم (18/تموز /1958) بمنصب مرافق للقائد وكان عدد الملتحقين من الضباط القادة والاعوان وضباط  الصف (400) شخص وتم اختيار منطقة بساتين النخيل التي تقع قرب ضفة نهر الفرات اليمنى وتبعد عن قضاء الفلوجة بحدود (20كيلومتر ) بالقرب من منطقة وسطية بين قضاء الفلوجة ومعسكر الحبانية الذي كان فيه بقية قليلة من الضباط والمراتب الانكليز وجيش (الليفي ) التابع لقيادة الانكليز وان هذا العدد اي (400) اصبح نواة تشكيل الفرقة وكان بالتخصيص (2من ضباط الصف كطباخين  لمقر القادة لغرض اعداد الطعام للضباط و(2) من ضباط الصف واجبهم طباخين لمطعم ضباط الصف والمراتب وكانت اكثر الاجهزة الخدمية والمعدات الفنية والمواصلات غير مكتملة لكوننا في بداية تشكيل الفرقة وهنا اعود لابين موقف شعب العراق النبيل وحبه واخلاصه لثورتة وجيشه الباسل كي يذكرها التأريخ ويعلم بها شعب العراق اليوم ويأخد منها العبر والدروس والمواقف النبيلة وكيف كانت العلاقة بين شعب العراق وجيشه الباسل ؟ .. اقول بينما كان القائد وصحبه من الضباط القادة حائرين في تهيئه الطعام وخاصه بالنسبة لضباط الصف والمراتب وفي حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا من يوم (19تموز 1958) وصلت الى باب القيادة الحديث ثلاث عجلات حمل محملة بكافة المواد الغذائية وترجل من العجلة الاولى شخص عراقي اصيل يرتدي الزي العربي ويضع على رأسه (سدارة فيصلية ) وصاح بأعلى صوته (اخوتي قادة الثورة ) ارجو قبول هذه الهدية المتواضعه من ابناء عشيرتي (الجميلات) وانا اخوكم الشيخ عبد الكريم شيخ عشيرة الجميلات ومعي اخواني من وجهاء العشيرة وهذا العمل واجب علينا تجاه الثورة وكانت العجلة الاولى محملة بالاغنام والثانية بالرز العنبر والدهن الحر المعبأ بصفائح خاصة مع خبز البيت والثالثة محملة بالفواكه والخضر المتنوعة (رقي ,بطيخ,حتى السكروالشاي والملح والشخاط ) علما بأن الطعام كان يكفي ثلاث وجبات ومايزيد منه نقوم بتوزيعه على القرى المجاورة لمقرنا وفي اليوم الثاني وبنفس الموعد وصلت ثلاث عجلات حمل الى باب المقر وفيها نفس المواد واكثر كانت مرسلة من عشيرة( البوعيسى )  وعلى رأسهم شيخها وابنائها النجباء وفي اليوم الثالث وصلت ثلاث عجلات مرسلة من قبل عشيرة (الحلابسة )وفي مقدمتهم الشيخ وافراد العشيرة الخيرين وفي اليوم الرابع وصلت ثلاث عجلات محملة بكافة المواد الغذائية مرسلة من عشيرة (البوعلوان ) وعلى رأسهم شيخها وابناء العشيرة المخلصين وفي اليوم الخامس وصلت ثلاث عجلات محملة بالمواد الغذائية مرسلة من وجهاء الفلوجة (بيت عريم ) وفي اليوم التالي وصلت ثلاث عجلات محملة بالمواد الغذائية من وجهاء تجار الفلوجة وعلى رأسهم (الكبيسات ) وقد بقي مقر الفرقة (20) يوما منشور قدر على وجهاء وشيوخ وابناء العشائر النبلاء من ابناء الفلوجة وعند صدور امر نقلي الى بغداد معسكر الرشيد وتحديدا الى مقر (الفوج الثاني ) اللواء العاشر المدرع والمسؤول عن خطة (امن بغداد ) بمنصب امر السرية الاولى والمسؤول عن حماية قائد الثورة وابنها البار الزعيم عبد الكريم قاسم في تنقلاته الخارجية خارج وزارة الدفاع واثناء عودتي الى بغداد وحين وصولي للفلوجة كي استريح في احد المقاهي واذا بكافة اصحاب المقاهي ومطاعم الكباب ينادون بصوت واحد ان اي عسكري يتردد الى المقهى او المطعم يسمع كلمة (واصل ) من اصحابها هكذا كان العراق وشعبه النبيل وجيشه الباسل متوحدا في السراء والضراء واخوة يمثلون شعبا واحدا .. شعب العراق وجيش واحد هو جيش العراق الباسل الذي كان يمثل كل شعب العراق وارجو من قادة اليوم اعادة نبل واخلاق ووطنية جيشه الذي كان يمثل كل العراق لكي يرضى عنكم الله ورسوله وروح الشهيد عبد الكريم قاسم واخوته من القادة والشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من اجل حب العراق وشعبه والامة العربية المجيدة ففي الايام الاولى لثورة 14تموز لا تسمع من شعبه الا صوتا واحدا هادرا عاش جيش العراق .. عاش الشعب العراقي وتقبيل رأس اي عسكري يتجول في شوارع العراق ولكن مع الاسف بعد اسابيع قليلة من ايام ثورة 14 تموز الا وبدأت الانقسامات والحزبية والمصالح الشخصية تبرز لتؤثر على مسيرة الثورة وتفتت شعب العراق وظهر الانقسام بين قوتين رئيسيتين .. قوة وهي الاكثرية تنادي ب(اتحاد فيدرالي ) وقوة اخرى تنادي ب(وحدة عربية ) والرضوخ الى طلبات قيادة مصر العسكرية المشكوك فيها وبعد سلسلة من المؤامرات والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي والكوارث والمحن التي نزلت عليه تسلط التيار القومي العروبي وبالاخص البعثي الفاشي على مقاليد الحكم بانقلاب دموي مسند من قبل قوى الغدر والخيانة يقوده اشباه الرجال من بعض الضباط الفاشلين من الداخل وبمساعدة قوى الظلم من الغرب وبمساعدة بعض دول الجوار الرجعية والحاقدة على وجودها بسبب مسيرة العراق الوطنية بقيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ورفاقه المخلصين وذلك بانقلاب (8شباط الاسود 1963) والذي خسر فيه شعب العراق (18 الف ) وطني لاذنب لهم سوى حب العراق وذلك في الايام الاولى فقط لهذا الانقلاب الاسود بين شهيد ومعتقل ومفصول ومحال الى التقاعد ورغم ذلك بقي ابناء شعب العراق الاوفياء يدافعون عن ثورة 14تموز مدة تجاوزت اسبوعين في بعض المناطق دفاعا عن الثورة وقائدها عبد الكريم قاسم واخص بالذكر اهالي الكاظمية واهالي مدينة الثورة والشاكرية ومنطقة حي الاكراد في باب الشيخ ومنطقة الالف دار في بغداد الجديدة والوشاش في الكرخ وشارع الكفاح بأكمله في منطقة الرصافة . ان الحدث الذي حصل يوم 14تموز 1958 وماتلاه من تغييرات مهمة في مقدمتها اسقاط الحكم الملكي واقامة النظام الجمهوري وتبني سياسة عدم الانحياز  والغاء جميع المعاهدات الاستعمارية الجائرة والماسة بالاستقلال الوطني والخروج من الاحلاف العسكرية وخاصة (حلف بغداد) وتحقيق الاستقلال السياسي التام والسيادة الوطنية الكاملة وتحرير الاقتصاد والعملة العراقية من الكتلة الاسترلينية والغاء حكم العشائر والنظام الاقطاعي وتحرير الملايين من الفلاحين الفقراء وذلك بأصدار قانون الاصلاح الزراعي وتحرير اكثر من (99%) من الاراضي العراقية من شركات النفط الاجنبية ولو استمررت ان اكتب لمدة اكثر من شهر بهذا الصدد لم اتمكن من سرد المنجزات التي حققتها ثورة 14تموز1958 وعليه ومن كل ماتقدم فأني استنتج الاتي : اخوتي شعب العراق وقادته النبلاء والمخلصين سائلا الله ان يحمي الجميع ويعيد العراق الى مجده ووحدته وطيبته ان ماحصل يوم 14 تموز كان ثورة وطنية اصيلة وحتمية فرضتها ظروف تأريخية ملحة وكان مطلبا جماهيريا وشعبيا شاركت فيه الاحزاب والقوى السياسية المنضوية في جبهة الاتحاد الوطني وكانت تنظيمات جيشه الباسل بقيادة ابن شعب العراق البار الزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه النبلاء والمحبين لشعب العراق هي الاداة الضاربة لتنفيذ مطالب الشعب العراقي وتحقيق الثورة والاستقبال العارم من قبل الشعب العراقي لقائد الثورة ولجيشه الباسل .. كانت ثورة 14تموز حصيلة تراكم نضالات جماهير شعب العراق وامتدادا لثورة العشرين مرورا بالانتفاضات الشعبية والوثبات الوطنية ولكن مع الاسف سرعان ما استغل اعداء الشعب واعداء الانسانية طيبة ونبل هذا الشعب ونبل واخلاق الزعيم عبد الكريم قاسم ليسقطوا ثورة 14تموز بانقلاب (8شباط الاسود 1963) والذي تم التخطيط لهُ في دوائر القتلة واعداء الشعوب في العواصم الغربية وتم تنفيذه بالداخل من قبل عملاء واشباه الرجال والخونة والحاقدون على ماهو خير ودمتم ودام العراق الواحد الاصيل 

* امر الحماية الخارجية للشهيد عبد الكريم قاسم 
 

المشـاهدات 1520   تاريخ الإضافـة 08/02/2021   رقم المحتوى 27868
أضف تقييـم