
صـــــــــنـــــع فـــــــــــي الـعـــــــــــــــــــــــراق |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
لقد خطى العراق خطوات جبارة لا مثيل لها في عالم التجارة ولا اعتقد ان هناك من يماثلهُ من البلدان في نشاطه هذا . فقد اخذ على عاتقه وبمباركة اصحاب المصالح والنفوذ مهمة تصريف منتجات الدول المجاورة وغير المجاورة مستغنياً بذلك عن عبارة ( صنع في العراق ) بل ومحاولة دعسها تحت عجلات ناقلات البضائع التي غزت كل منافذ التصريف وبأسعار لا يمكن أن تصمد امامها بضائع الانتاج الوطني سواء اكانت اهلية ام حكومية حتى فقد هذا البلد كينونته وعنوانه واصبح لا يتعدى اكثر من كونه سوقاً يفيض بكل ما طاب وخاب وللأسف أغلبنا لزم الصمت تجاه ما يجري من عبث في اقتصاد البلد ومقدراته فهكذا نوع من التجارة والاستيراد المنفلت لا تجد لها مثيلاً في بقية بلدان العالم وهي تجارة خاسرة من الألف الى الياء وامتدت آثارها فأوصدت أبواب المعامل والمصانع والشركات صغيرة كانت أم كبيرة ومن البديهي ان ينعكس ذلك على شبابنا (ليفرك الراح بالراح ) تحت سرادق البطالة والضياع وانتشار الفقر والانحراف السلوكي وامتهان الجرائم ومنها الجرائم المنظمة وبمختلف انواعها هذا من جانب ومن جانب آخر ان هذا البلد وفقاً لهذا المسعى اعتمد اعتماداً كلياً في توفير كل حاجاته ومتطلباته على تلك البلدان وهذه الحاجات لا تعد ولا تحصى وقد دخلت في كل مرافق حياتنا وان اي نقص في توفيرها ان كان بقصد أو بدونه سيترتب على ذلك حصول ازمة لعدم توفر البديل المحلي وطالما حصلت مثل هكذا ازمات وابطالها اصحاب النفوذ والسلطة وارتباطاتهم والمواطن عاكف على صمته لا حول لهُ ولا قوة هذا التوجه الوضيع جعلنا في حكم التبعية والاتكالية واصبحنا كأصحاب الاحتياجات الخاصة لا نستطيع اسعاف انفسنا ولو في اعداد وجبة فطور او رغيف خبز او حتى اقتناء قلم رصاص الا وكان مصدرها من الخارج . نتبضع من هذا البلد وذاك شئنا أم أبينا والاسباب لا تخرج عن نطاق مصالح بعض سياسيي الدولة والمتنفذين دون ادنى اعتبار لمصلحة هذا البلد ومواطنيه حتى عرفت عنا هذه البلدان كل مفردات خصوصياتنا بعد ان خرقونا من جهاتنا الاربعة وادخلونا في برامجيات حواسيبهم . فأين نحن من هذا العالم الساخن وما يدور في فلكه مع ان كل الدلائل تشير الى انه مقبل على جملة ازمات وعلى رأسها الغذائية وان اغلب الدول الكبرى ساعية إلى سياسة التخزين ونحن نلهث لاستيراد قوتنا اليومي وارضنا مطلقة وجميع ما نلبسه ونكتسي به او نلتحف به يردنا من خلف الحدود ومعاملنا مؤصدة .ماذا لو انقطعت عنا هذه الواردات لسبب أو لآخر … بالتأكيد سيكون مصيرنا المجاعة والعري . فهل يا ترى سقطت عن جبيننا قطرة الحياء حتى ننتظر هذا المصير ؟. |
المشـاهدات 513 تاريخ الإضافـة 11/05/2022 رقم المحتوى 35555 |