الإثنين 2023/3/27 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
فـــــــــي الـمــسـتـقـبـــــل الـمـنـظــــــــــــور
فـــــــــي الـمــسـتـقـبـــــل الـمـنـظــــــــــــور
رأي
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :


                      
 محمد زكي ابراهيـم  

لا يستطيع الناس في أي مكان من العالم أن يعيشوا دون إدارة حكومية، تقوم بتسيير شؤونهم اليومية. ولا يمكنهم الاستغناء عن زعامات سياسية، ترسم خطط حياتهم المستقبلية. فوجود هاتين المجموعتين هو بحد ذاته تطور مهم أحرزته البشرية، انتقلت به من دور الرعي إلى دور الدولة. ومن طور التشرذم إلى طور الاتحاد والقوة. ومع ذلك فهؤلاء الناس ساخطون في الغالب على من يتولى منصباً حكومياً كبيراً. ولا يجدون فيه سوى معتد أثيم. فيواجهونه سراً أو علانية  بالغضب والتذمر، واللعن والكراهية. ولا يتوقف الأمر عند مرحلة أو حقبة، بل يتجاوز ذلك إلى مختلف العهود. فالسخط على السياسيين سمة بارزة من سمات المواطن الحديث. وإن كان في الدول الفقيرة أكثر شيوعاً منه في الأخرى المتقدمة. ومن الغريب أن الناس لدينا ينظرون إلى دول العالم تلك بإعجاب شديد، ويرون في حكامهم ومسؤوليهم العدل والأناة. مع أن لتلك الشعوب رأياً آخر فيهم، يظهر بوضوح في ما تكتبه الصحف وما تبثه الإذاعات عنهم. ومهمة السياسي في الأصل، لا تتوقف عند إرضاء الناخبين، أو حل مشاكلهم، أو إدارة البلاد بشكل تقليدي. فلم تخلق السياسة من أجل ذلك، لأنها ليست وظيفة عادية، يتقلدها الفرد ثم يتحول عنها لغيرها. والحقيقة أن المهمة الأساسية لمن يشتغل في هذا المجال هي التغيير. فما هو ملائم لهذا اليوم، لن يكون كذلك يوم غد. وما هو مقبول لهذه المرحلة، لن يصبح ذا جدوى في مرحلة لاحقة وهكذا. وربما يجهل أصحابنا أن قادة الأحزاب في الدول المتقدمة، هم في الأصل نتاج طبقة اجتماعية ذات تأثير كبير في الحياة العامة، وهي طبقة رجال الأعمال. وهؤلاء معنيون بالتطوير أكثر من سواهم. ومنشغلون بالعمل الدؤوب أعظم من غيرهم. وقد تحول عدد كبير منهم إلى زعماء ورؤساء دول. لأنهم يملكون أهم عنصر من عناصر الزعامة وهو المال. وكان آخرهم في الولايات المتحدة .. الرئيس دونالد ترامب! أي أننا إذا شئنا أن نحصل على مسؤولين ناجحين يفكرون بتنمية البلاد، وحل مشكلة التخلف فيها، ويفكرون بتطوير إمكاناتها الاقتصادية، فعلينا أن نسهم بظهور طبقة جديدة، ذات قدرات عملاقة، من الصناعيين ومالكي العقارات والمصارف وأصحاب شركات المقاولات. فهؤلاء هم من سيدير البلاد في المستقبل المنظور. وهم الذين سيدفعون بمن يروق لهم إلى سدة الحكم، وهم الذين يتحكمون بالعلاقات مع دول العالم الأخرى. لقد بدأت بوادر هذه الطبقة بالظهور، وأخذ نجمها يلمع بين الناس. حتى لو كان وجودها محل سخط الساخطين، أو كره الكارهين. وعلينا أن نقر أن تأثيرها سيتصاعد كل يوم، لأنها الأقوى. ولأن هذا هو ما يجري في دول العالم المتقدم. ولأن الأسماء الجديدة في عالم السياسة ستبزغ منها دون ريب.
 

المشـاهدات 509   تاريخ الإضافـة 25/05/2022   رقم المحتوى 35827
أضف تقييـم