عبد المحسن عباس الوائلي

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فالطموح هو أمنية قد تحقق او لا فمنذ نشوء الفرد لديه رغبات كثيرة يريد ان يحققها فمنها بسيطة ومنها صعبة المنال منها دنيوية وهي الاكثر ويا للأسف، ومنها ما ترفع الرأس وهي خدمة امة او شعب واصلاحه نحو الافضل وهي قيادة او مصلح وهم كثيرون، على مر التاريخ وتعرضوا لمضايقات ومنهم من ضحى بحياته في سبيل افكاره.. والبعض يهتم بالأدب والصحافة والقراءة والكتابة والفن والسياسة. ومن الناس لايهمه غير جمع المال فهو طموحه وهدفه الاول والاخير وهذا لايخلد بل يخلد الشعراء والادباء والمصلحين السياسيين والمناضلين ضد الحكام الظالمين والمضحين في سبيل الفقراء ورفع الظلم والجور واقامة العدالة الاجتماعية وهنالك من يضحي بنفسه من اجل اقامة الحق والعدل الآلهي، فهو يموت من اجل هذا ويعتبره موتا سعيدا.هو سيد الصفات وسر الحياة، ومفتاح لكل ابواب المجد العليا، اراه في مخيلتي عنوانا لكل شخص ناجح، دربا لكل عقل منير.الطموح «جسر وحيد» ومعبر اساسي للتطور والتقدم، والرقي بالشعوب، به تحصل المستحيلات ويزال كل فكر منحرف. ويدون به الامل في مجالات الحياة، ويعيش به الانسان في اعالي السماء فيملك به الدنيا، ويفوز بمبتغاه ويصل به الى قمة الابداع.. تمحى به ظلمة الليل وسواد الجهل ويضفي على الحياة طعم النبوغ والاختراع.الطموح سيف قاطع، ونقطة فاصلة بين شعوب العالم، وهو المحك الرئيس بين التقدم والتخلف هو من ظاهر العلماء، وابرز الادباء واصحاب الفكر والثقافة ساعد على النهضة العلمية والطفرة الحياتية لكل الامم والشعوب.الطموح: بحر لا ساحل له، جيش لا قائد له، من امسك بزمام القيادة فقد دمر عالم الجهل بأقوى اسلحة العلم وزف فوق رؤوس العلماء عالما.. فيه عدد رمال الصحراء افكارا بناءة، فمن اخذه طريقا ومسلكا فقد انتشل نفسه من قاع الجهل الى قمة التقدم.الطموح وليد الأمل هو الخير والقناعة، وكل امر حسن ومن لازم الطموح بمعناه الحسن لازمته السعادة فيصبح انسانا يسعى للوصول الى هدفه ويطمح في تحقيقه.. ومن هذا المنطلق يظهر الابداع ويترجم الى اختراع واكتشاف وتتفجر ينابيع المعرفة وتتضح العقول بالأفكار البناءة.الطموح نقيضه اليأس فلذلك بينهما عداوة عمياء فحينما يذكر الطموح يقف اليأس خجولا ذليلاً ولا يرى في الطموح الا نيرانا تؤجج وحقدا يتوهج فيقف اليأس منهزما امام الطموح وييأس اليأس وينتصر الطموح.وهكذا يبقى الطموح ما بقيت الدنيا فمنه المشروع وغير المشروع، ومهما يكن فهو طموح يضحي حامله بحياته من أجله ولا اغلى من الحياة شيئا.. فهي الحياة وكم هي الحياة جميلة، ويضحي اصحابها بها في سبيل مبادئه السامية واهدافه الغالية.