
![]() |
لـيـتـكــم تـبـقــون صـغـــارا |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : عبد المحسن عباس الوائلي ذكريات طفولة الاولاد جميلة لا يمكن وصفها.. فها انا اكتب عنهم وعن براءتهم وحبهم الصادق دون دجل لوالديهم انهم احباب الله قبل ان يكونوا احبابنا.. لذا اقول هل هناك أم لا تحب طفلها ولا تغدق عليه من عطفها وحنانها؟ بالطبع لا.. فالأم بطبيعتها تحاول ان تدخل السرور والبهجة الى قلب طفلها بشتى الوسائل، سواء عن تقديم الهدايا له، او الالعاب.. ولكن، وبالرغم من تنوع الهدايا والالعاب الرائعة، هناك هدية لا تقدر بثمن، هي مصدر سعادة دائمة للطفل وركيزة لاستقرار شخصيته ونضجها واساس مهم من أسس نجاحه في المستقبل، هذه الهدية لاتباع في المتاجر ومحلات الالعاب، ولا تقدم في مناسبات خاصة، انها الهدية التي تمتلكينها في داخلك، والتي يتوجب عليك تقديمها له في شتى الاوقات والمناسبات.. خلال غضبك ورضاك، في ليلك ونهارك، في صحتك ومرضك، انها هدية الحب حبك لطفلك الصغير..لاشك انه أمر طبيعي ان تحب كل أم طفلها، كما سبق وذكرنا وتغدق عليه من عواطفها.. ولكن الحب نفسه يمكن تفسيره يشتى الوسائل، وبطرق كثيرة.. فأنت مثلا معرضة لعدم الكشف عن حبك لطفلك الا في حالات معينة وتبعا لرضاك، اي اذا سلك الطفل المسلك الذي تحبينه.. مثل هذا الوضع يدعو الى الاسف، فحبك لطفلك يجب ان يكون غير مشروط وغير مرتبط بمسلكه.. فتلك هي الدعامة الاولى لسعادته، واستقراره النفسي.. فمن الامور البالغة الاهمية ان يكون الطفل على يقين من حب والديه في كل الاوقات، ان يشعر بحبهما الثابت، غير قابل للتحول او التغير، مهما قال او فعل، سواء اكان لطيفا ام شريرا حتى وان اضطرا الى لومه او عقابه.فالام بعيدة النظر، القادرة على فهم طفلها تعي جيدا ان مقدرة الطفل على تقدير الامور لا يمكن ان تتجاوز المظاهر.. فالظاهر هو بالنسبة اليه كل شيء، لانه عاجز عن النفاذ الى ما ورائه، او استكشاف خلفياته.فالطفل الصغير يتميز بالبساطة وادراك الامور ادراكا مباشرا، وهو يرى ان والديه هما رمز للقوة الكاملة، والمعرفة الشاملة لذا، فهو ياخذ كل ما يقولانه له على مأخذ الجد.. فاذا اخطأت الام وقالت له: «اذا لم تكن ولدا طيبا فأن الماما لن تحبك بعد الان»، فأن الطفل الصغير سيصدقها، وسوف يعتقد بأن حبها له هو نتيجة لحسن سلوكه، وانه سيفقد هذا الحب اذا اساء التصرف.. في مثل هذه الحال، سيعتقد ان الحب شيء مشروط، لن يعطيه احد اياه الا اذا كان مطيعا لطيفا حسن السلوك.. سيرى في غضب والدته عليه لسوء تصرفه دليلا على ان حبها له قد زال، او في طريقه الى الزوال.. وهذا اسوأ الامور التي يمكن ان تحدث، فيمثل هذه النظرة يكون الطفل قد كون لنفسه فكرة زائفة عن الحب.. فهو لايستطيع ان يثق به، وهو من اجل ذلك لا يستطيع حتى ان يثق بأحد ثقة كاملة، حتى بنفسه.والامر لا يقف عند هذا الحد، فسرعان ما يقف الطفل موقف القلق، الخائف من الناس، بل ومن الحياة نفسها.. ومثل هذا الموقف يدمر احساس الطفل بالأمن الذي يعتبر الاساس المتين في بناء سعادته.فكل انسان يشعر في اعماقه برغبة جامحة في ان يكون محبوبا، مرغوبا فيه، محتاجا اليه.. فاذا لم تتحقق هذه الرغبة، واذا شعر الانسان بانه مكروه، لا احد يريده، ولا يحس بحاجة احد اليه، فأن الحياة سرعان ما تفقد طعمها، فتذبل الصحة وتبدد السعادة.اذن، علينا ان نكشف لاطفالنا الحب الصادق لا يمكن ان يكون مشروطا، وانهم سيجدون لدينا مثل هذا الحب لهم، في جميع الاوقات، وفي كل الظروف.وهذا لا يعني، بالطبع، اننا لن نلوم الطفل، او نعاقبه مهما صدر عنه من اخطاء، فاللوم والعقاب جزء صغير جدا من النظام، من تعليم الطفل ان يميز بين الخطأ والصواب، ولكن ما يجب ان نهدف اليه هو السيطرة الكاملة على عواطفنا، وخاصة عندما نكون غاضبين او متعبين، بحيث لا نسمح لأنفسنا بالاندفاع وراء كلمات لا يقتضيها الموقف، او عبارات تشعرنا بالاسف لانها صدرت عنا..وقبل كل شيء، علينا ان نضع جدا للتهديدات الحمقاء التي قد تتفوه بها في لحظات الغضب، فتلك التهديدات التي لا تعني بالنسبة الينا الا التعبير عن الضيق، تعني الكثير الكثير بالنسبة للطفل الخيالي المرهف الحس بطبيعته.. انه أمل والديه انه الحلم الذي ينتظره والديه ولكن ليس كل الاحلام تتحقق.. الهي انت الاول والاخير عليك توكلنا وبك نستعين. |
المشـاهدات 452 تاريخ الإضافـة 06/06/2022 رقم المحتوى 36046 |