الإثنين 2023/3/27 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
مـشــاهــيـر ولـكــــن!!
مـشــاهــيـر ولـكــــن!!
رأي
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

عادل جبار

  قبل بضعةِ سنوات كان كُل من يُذاع له صيت ويرتفع شأنه وتكبر أهميته بين الناس يُسمى (مشهورا) واقصد اولئك الذين يسلكون طريقا خاصا للنجاح ويخطون خطوة خطوة، وفي مختلف الاختصاصات وبشكلٍ مؤكد انهم من القلائل جدا. وبهذا يكون لهم  تأثير  إيجابي في المجتمع الذي ينتمي له ، حيث مذهب العلم والتقدم والبحث عن المعلومة والمطالعة والقراءة. مايحدث اليوم وبعد اجتياح الكورونا لبقاع العالم وظهور مايسمى بالتواصل الألكتروني وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي خاصة ان الكثير بات يقتل وقته متنقلا بين التطبيقات الالكترونية بحثا عن خلاص للفراغ الذي كان يعيشه مما  اصاب الكثير بهوس الشهرة والظهور على المنصات الالكترونية، اضافة للتطورات ذات الايقاع المتسارع التي ضربت نواحي الحياة بمختلف مسمياتها  الاخلاقية منها والتعليمية  التي بدأت تتهاوى ولا مصد لها من عواصف التغيير.  بعد استفحال ظاهرة ( الطفح الالكتروني) وظهور  فقاعات على سطح العوالم الرقمية التي لا اساس لظهورها سِوى الجعجعة والفراغ الذين كان يملأ ايامهم .  (مشاهير السوشيال ميديا) عبارة أُطلقت جُزافا على كل هاوٍ للظهور على شاشات الهواتف الذكية دون هدفٍ او رسالةٍ تُذكر وهم انفسهم لا يدركون لمَ عليهم  (التمثيل ) بهذا الشكل الرث والذي قد يصل احيانا حد الابتذال امام كاميرات هواتفهم  ليصلوا من خلالها الى بيوتنا وافكار اولادنا حتى .. لا يعي احدهم بمَ اشتهر وبمَ تميز ولا حتى ماهية نتاجهم العملي والفكري الذي يخدم  المجتمع فيه وما الذي قدمه كما يُطلق عليهم المشاهير للعراق وللثقافة والاداب والتعليم ، ربما لان تحصيلهم الفكري هو جمع اكثر عدد متابعين كونهم يستقطبون الناس لمتابعة اعمالهم الفردية او حركاتهم البهلوانية او افعالهم التي لا ترتقِ  لذائقة المتابع العام وحتى التفاصيل الشخصية التي  اصبحت لا قيمة لها لديهم ..شُهرة تعتمد الابتذال بما يُقدم على مواقع التواصل من مشاهد وفيديوات  ودون رقيب او حسيب فتح الباب على مصراعيه في نشر ثقافة التخلف والاقتداء بالقدوة السيئة . وتجدهم كل يوم في مكان يروج لبضاعة معينة ويعرضها على متابعيه. فمن يُشترى بالمال ويروج لأي بضاعة كانت دون معرفة تفاصيلها وكأن لا هَّم له سوى ان يكسب المال.ان عدم وجود الرقابة على المحتوى الإعلامي المُقدم هو احد اسباب التدني الاخلاقي والمعرفي لدى المجتمع كونه ببساطة مجتمع عام يتأثر بما يُنشر على سطح مُتابعه سواء اكان المُحتوى صحيحا ام خاطئًا . هوس الشهرة والانتشار اصبح اشبه بالعدوى الكل يريد ان يصل إليها لا يعرف ما طريقة الوصول المهم ان يصل كيف وأينما كان.على المجتمع الرقمي اليوم ضرورة كبرى لفرز أهمية المحتوى الالكتروني الذي يتم بثه وما ان يكون الشخص المشهور مؤثرا فيه بشكل ايجابي بما يقدمهُ من محتوى يُحتذى به ويكون له موقفا مبنيا على افكار وطرح مواقف بناءة كونه قدوة بألفاظه وافعاله لمن يشاهده. وأن يُساعد على اعادة هِوية المجتمع التي اضحت مشتتة بين عوالم التغيير.

المشـاهدات 556   تاريخ الإضافـة 13/06/2022   رقم المحتوى 36200
أضف تقييـم