نصر حاجي خدر

لطالما شكل موضوع الكتابة عن الاقليات اشكالا واحراجا للكثير من الكتاب المخضرمين والرواد في السابق. ونفس الاشكال او التحدي واجهه الصحفيون والكتاب الشباب الذين اردوا الكتابة حول الاقليات الدينية والقومية والاثنية. وذلك لجملة من الاسباب اولا انظمة الحكم التي تناوبت على حكم البلد منذ ايام الاحتلال العثماني مرورا بتشكيل الدولة العراقية وحتى انهيار نظام البعث في نسيان ٢٠٠٣.والتهميش والاقصاء الذي نال الكثير من الاقليات وكذلك محاولات تغير الدين والقومية بالاضافة الى الصور النمطية التي كانت تلصق بالاقليات لغايات واجندات سياسية تخدم تلك الانظمة. والسبب الثاني هو الاقليات انفسهم. حيث كانت تنتاب الاقليات جملة من المخاوف وهذه كانت نتيجة حتمية للسبب الاول. ولهذا من اجل المحافظة على انفسهم وهوياتهم أغلقت مجتمعات الاقليات ومنعت الاخرين من الاقتراب منهم. وفي الكثير من الحالات حاولت الاقليات التظاهر بشيء لإرضاء الاكثرية وممارسات الطقوس والعادات والتقاليد الخاصة بشكل خفي.وهنا؛ عندما جاء الكتاب والباحثون للكتابة عن الاقليات لم يستطيعوا التخلي عن احقادهم الدينية والقومية. وعدم الكتابة بحيادية وشفافية.وحاول الكثير من هؤلاء الكتاب الى لصق التهم واباطيل جديدة لم ينزل الله بها من سلطان بمجتمعات الاقليات.وعندما انتهت مرحلة البعث وانفتحت كل الافاق للكتابة والبحث بعد نيسان ٢٠٠٣. لم يجد الكتاب والصحفيين الجدد امامهم غير تلك المصادر القديمة وتم الاعتماد عليها واحياء الصور النمطية التي كانت منسيا. فظهرت على السطح مرة اخرى لتخلق نزاعات وانشقاقات اخرى.ومن جملة التحديات التي ظهرت امام الكتاب هي:قلة المصادر المعتمدة والموثوقة التي يمكن الاعتماد عليها. وعدم البحث بشكل جدي حول الاقليات والاكتفاء بالنسخ واللصق من كتب الاخرين. عدم وجود مركز ابحاث او دراسات خاص بالاقليات. عدم توفر معلومات كافية في المناهج الدراسية عن الاقليات. عدم وجود مراكز اعلامية رصينة تثقف بمكونات واقليات المجتمع.وعليه يمكن الاقتراح بإنشاء صفحات خاصة مشتركة لجميع الاقليات من اجل النشر والكتابة حول الاقليات من كتاب وباحثين من مجتمع الاقليات. واضافة مواد ومواضيع تعريفية عن تاريخ وخضارة الاقليات في المناهج الدراسية واقامة المهرجانات الثقافية للتعريف بالثقافة والتراث الخاص بالاقليات في جميع المحافظات العراقية.