تأثر بمدرسة داخل حسن ويستمع الى حضيري ابو عزيز وعبادي العماري 

بدأ رحلته الفنية عام ١٩٨٠ عن طريق بوابة اختبارات الإذاعة والتلفزيون حيث لم يكن الاختبار سهلا آنذاك  وكان يخضع لمعايير ومقاييس خاصة لا سيما ان لجنة الاختبارات كانت مؤلفة من الملحن طالب القره غولي والملحن فاروق هلال ليبدأ بعدها انطلاقته ومشواره الكبير في الغناء الريفي ... اجاد كل الاطوار الريفية وابدع فيها ولكنه تميز بطور البيات والصبا ويعد من طلبة مدرسة المطرب الكبير داخل حسن وتاثر به كثيرا بالاضافة الى المطربين حضيري ابو عزيز وعبادي العماري .. تربطه بآلته ( العود ) علاقة كبيرة وشجن لا ينتهي .. من ابرز المقربين له من المطربين هم ( فرج وهاب ويونس العبودي ورعد الناصري و وحيد علي و صباح الخياط )... انه الفنان الكبير الراحل رحيم العواد الذي زرنا داره وتبادلنا الحديث مع إبنه البكر ( عمار ) حيث كان الحديث يحمل الكثير من الذكريات.

تحقيق / عمار العبودي
 

* متى كانت بدايات الفنان الراحل رحيم العواد ؟
_ كانت البداية في عام ١٩٨٠ تقريبا ومن المؤكد ان البداية كانت ليست بالسهلة ولكن كان هناك تحد كبير وإصرار على المواصلة في هذا الطريق المليء بالمطبات حتى حانت الفرصة وتقدم الى إختبارات التلفزيون وبطبيعة الحال لم يكن الأختبار سهلا ولا سيما ان النجاح في وقتها لم يكن يخضع للواسطات والمجاملات بل لمعايير ومقاييس خاصة ولا يمكن تجاوز هذا الإختبار بسهولة لذلك من هنا كانت الإنطلاقة بالاضافة الى ان لجنة الإختبارات كانت مؤلفة من الملحن الراحل طالب القره غولي والملحن فاروق هلال. 
* واي الاطوار التي كان يجيدها ؟
_ كان الوالد ذا صوت شجي و متمكن من كل الاطوار بأعتباره من المطربين الرواد وقام بأداء كل الاطوار وبشهادة الجميع من الذين عاصروه ولكنه كان يتميز بطور البيات و الصبا وكان يجيدهما بشكل كبير.
*  الى اي مدرسة ريفيةكان ينتمي   وبمن تأثر من المطربين الرواد ؟
_ تأثر الوالد بمدرسة الفنان الكبير داخل حسن حاله حال اكثر مطربي الريف فنادرا ما تجد مطربا ريفيا لم يتاثر بهذا العملاق الكبير وكان يستمع ايضا بالاضافة الى المطرب داخل حسن   الى المطرب حضيري ابو عزيز والمطرب عبادي العماري .
* وما قصته مع ( العود ) ؟
_ يرتبط والدي بعلاقة كبيرة مع العود فهو دائما ما يكون انيسه في جميع الاوقات ويعشق العود بشكل كبير ومن باب الطرفة عند خروجنا في عام ٢٠٠٣ عند قصف العاصمة بغداد الى اقاربنا في محافظة ديالى اخرج بيده العود فقط وقال لي ( انا أحمل معي هذا فقط وانت اخرج اي شيء تريده من البيت ) وهذا يعكس اهمية العود له . وفعلا ومع انقطاع الكهرباء آنذاك كانت مجاميع من الشباب تلتف حول والدي مساء ليعزف ويطربهم باجمل الاغاني وكانوا يستمتعون بذلك كثيرا في ذلك الوقت .
* هل هناك اهتمامات او شغف من ابنائه بالغناء الريفي إمتدادا لوالدهم؟
_ ابناؤه هم انا عمار وعلي و لدي إهتمامات قليلة واجيد العزف على العود وتعلمت العزف من الوالد ولكني هجرت العزف بعد رحيل والدي وبسبب مشاغل الحياة ولكن لأخي علي إهتمامات اكبر ولديه اغاني وحفلات عديدة وظهر في بعض البرامج التلفزيونية واتوقع له مستقبل كبير في مجال الغناء الريفي وان يكون خير إمتداد لصوت والدي .
* من هم اصدقاؤه من مطربي الريف وكانوا قريبا منه وتربطهم به علاقات وطيدة ؟
ـ  كان الوالد يتميز بعلاقات كبيرة مع مطربي جيله من مطربي الريف وكانت هذه العلاقات في الغالب عائلية وتتميز بالزيارات المستمرة والسياحة والتجوال فيما بينهم  كثيرا ومن بين ابرز المقربين منه كان المطرب فرج وهاب والمطرب يونس العبودي والمطرب رعد الناصري والمطرب وحيد علي والمطرب صباح الخياط والكثير من المطربين و الشعراء والملحنين .
* وهل مازالوا في تواصل معكم الى يومنا هذا ؟
_ من المؤكد ان الجميع مشغولون بالحياة حيث اصبحت الحياة صعبة جدا والجميع يبحث عل لقمة العيش وهذا يؤدي الى الانشغال والسفر ونحن نلتمس العذر لهم ولكن البعض منهم ما زال يتواصل معنا ويسال عن أحوالنا ويتصل دائما للسؤال ومن ابرزهم الفنان فرج وهاب.
*هل للوالد راتب شهري او تقاعدي لاعالة عائلته في الوقت الحاضر ؟
_ في الحقيقة لا نستلم اي راتب تقاعدي او اي راتب آخر ونحن اولاده من نعيل العائلة في الوقت الذي يجب ان يكون لكل الفنانين راتب شهري يعينهم في هذه الحياة الصعبة ويكون معيلا لهم .
* كيف ترى إهتمام ودعم الحكومة للفنان العراقي عموما ومطربي الريف خصوصا ؟
_ لا يخفى على الجميع ان الفنان العراقي يعاني منذ عام ٢٠٠٣ والى يومنا هذا من الإهمال والتهميش في الوقت الذي كنا نتوقع ومع تغيير النظام تغيير حال الفنان العراقي الى حال افضل وان ينتعش وضعه الإقتصادي ولكن من المؤسف ان اي شيء لم يتغير وبقى الحال كما هو وتكتفي الحكومة بنعي الفنان بعد وفاته وتنتهي وتنطوي صفحة هذا الفنان .
* ولكن يبدو انه حتى القنوات الفضائية ظلمت الغناء الريفي حيث لم تتطرق الى هذا الفن العراقي في احد برامجها الكثيرة؟
_ نعم ... هناك إجحاف بحق الغناء الريفي ونعجب لعدم وجود برنامج مختص بالغناء الريفي ويستضيف مطربي الريف ويستعرض شجون هذا الفن العراقي الاصيل كما كان يعرض في برنامج ( ديوان الريف ) من على تلفزيون العراق الذي كان يقدمه يحيى الجابري وفي ما بعد عادل العرداوي وخاصة ان هناك اقبالا كبيرا من العراقيين على الغناء الريفي ولديه نسبة كبيرة جدا من المتابعين.
* هل هناك رسالة تود توجيهها الى جهة معينة ؟
_ رسالتي الى الحكومة والجهات المختصة بضرورة الإهتمام بالفنان العراقي وخاصة مطربي الريف وتحسين وضعهم المعاشي وكذلك ادعو  القنوات الفضائية الى تسليط الضوء على هذا الفن الكبير الذي له شعبية كبيرة  ومتابعين من الشمال الى الجنوب .. واشكر صحيفتكم التي سلّطت الضوء على حياة والدي المرحوم الفنان رحيم العواد.