النـص : مضاد عجيل
الوقت كالسيف إن لم تقطعه يقطعك ، من العبارات الشائعة في التداول ولكنها غير فعالة عمليا عند الكثيرين ، بل هناك هدر كبير للوقت ، ولا يوجد اي اعتبار للساعة واليوم والاسبوع .
الوقت واحد من اهم التحديات التي تواجه المسؤول العراقي في القيادة ، فأما انه يهتم بالوقت ولكنه لا يحسن ادارته ، او انه اصلا غير مكترث للوقت ، وتضيع منه بوصلة العمل الاداري وقيادته للفريق ، لذلك تراه ينهي مدة استوزارة ولا يحقق اهداف واستراتيجية وزارته.
العبودي يختلف كثيرا في هذا التحدي ويضع نصب عينيه ما قيل قديما : «يا ابنَ آدم إنّما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك»، فللوقت عنده قيمة حقيقية واهمية قصوى ،
ويعد الايام يوما يوما ، ولا يدع يوما يذهب سدى ، يتابع ميدانيا ، ويجتمع مكتبيا ، يزور الاقسام الداخلية ويتفقد اوضاع الطلبة مباشرة ، لا يخلو اسبوع من جولة بجامعات العراق ، يملأ فراغا ويسد شاغرا ، رأيناه قبل ايام في جامعة تكريت ، واليوم شاهدناه في النجف الاشرف ليفتتح كلية الطب في جامعة الكفيل من جهة ، ويزور معهد العلمين للدراسات العليا من جهة اخرى ، مؤكدا على العمل على وفق معاير الاعتماد المؤسسي والبرامجي ذات المؤشرات الشاملة كالحوكمة ، والادارة والموارد ، والطلبة والاساتذة والمناهج والبحث العلمي وخدمة المجتمع .
مؤسسات الدولة بحاجة الى جهود مضاعفة ، وبذل المزيد من العطاء ، وعدم التفريط بساعة واحدة ، اذا اراد المسؤول ان ينجح ، الادارة والقيادة مهمة شاقة في العراق ، اذا كنت مخلصا اعلم ان الاربعة وعشرين ساعة لا تكفيك حتما ، واذا اردت ان تكون مخلصا ولا تحسن ادارة الوقت فالسيف يقطعك ويقطع اهدافك ومشروعك في الاصلاح والتطوير والتقدم ، اما اذا اردت ان لا يذهب يومك ولا يذهب بعضك ، فكن كما يكون العبودي ، يزور جامعات المحافظات بالصباح الباكر ويحضر اجتماع مجلس الوزراء ظهرا ، ويعود للوزارة ليلا لتمشية متطلبات الوزارة .
|