صباح الشيخلي*
   لم يعد يفصلنا عن شهر رمضان المبارك،شهر الطاعة والغفران، سوى يوم أو يومين ليهلّ هلاله مُعلناً للمؤمنين أداء فريضة أساسية من فرائض الدين الإسلامي الحنيف، حيث قال تعالى في محكم كتابه القرآن الكريم:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) ورمضان هو خير الشهور وفيه قال تعالى:((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ * فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ *وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ * يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) والصيام ليس انقطاعا عن الأكل والشرب وما يترتب عليه من صحة للبدن وفرصة لإتباع اسلوب حياة صحي بل هو أكبر من ذلك كله إنه التزام شديد بأوامر الله ونواهيه وعدم معصيته ويعطيك  القدرة على ترويض النفس وتهذيبها وتنقيتها من أخطائها ومجابهة حالة الجوع والمطاوعة والاحتمال والصبر والإحساس بالجوع الذي يعانيه الملايين ممن يعيشون تحت مستوى خط الفقر أو الكفاف أو ربما لا يجدون لقمة خبز يسدّون بها رمقهم ما يجعلنا منقادين الى مساعدة الفقراء ليس في هذا الشهر تحديداً بل وعلى مدار كل الأيام، وانطلاقاً من وحي هذه الحقائق فإننا نطالب الإخوة التجّار وأصحاب المحال وباعة المواد الغذائية الأساسية الى نبذ كل حالات الجشع والتربّح وذلك من خلال تخفيض الأسعار بالشكل الذي يُتيح الفرصة أمام الصائمين من أبناء شعبنا للحصول على احتياجاتهم في المائدة الرمضانية. ونحن على ثقة أكيدة بأن هناك الكثير ، الكثير ممن نقصدهم سوف يضعون نصب أعينهم حال الطبقات الفقيرة أو المسحوقين من أبناء شعبهم وليكن شعارهم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). وحسناً فعلت وزارة التجارة عندما افتتحت عدداً من المنافذ التسويقية في بعض مناطق بغداد لبيع المواد الغذائية للمواطنين وبأسعار مدعومة بالتزامن مع حلول شهر رمضان الكريم. ونأمل بأن تتسع التجربة وتتعدّد المنافذ التسويقية لتشمل كل محافظات ومدن العراق من أجل أداء الغرض النبيل والإنساني الذي وُجدت لأجله وهو التخفيف عن كاهل المواطنين وفي المقدمة منهم الصائمين .. ونناشد الحكومة التي يرأسها السيد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني المحترم لأن تبادر بإطلاق مبلغ من المال على شكل «عيدية» تحدّد حصراً للمتقاعدين والموظفين واصحاب الدخل المحدود والمستفيدين من نظام الرعاية الإجتماعية لإدخال الفرحة والسرور لقلوب متلهّفة لمن يعينها في تجاوز محنتها المعيشية، ولا نظن أن ذلك عسيراً على الحكومة إذا ما أرادت ذلك، ان شاء الله .. وليكن رمضان هذا العام شهرا فيه الخير عميم وفيه التوادد والتراحم ما بين أبناء الشعب.
مرحباً بشهر الطاعة و الغفران