الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
حكمة ضعها أمامك يا مسؤول (لو دامت لغيرك .. ما وصلت إليك)
حكمة ضعها أمامك يا مسؤول (لو دامت لغيرك .. ما وصلت إليك)
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

صباح الشيخلي*

(لو دامت لغيرك ماوصلت إليك) .. هذه مقولة لرجل فقير في حضرة سلطان حكم في حقبة زمنية غابرة فذاعت شهرتها حتى غدت مضرباً وما أكثر العِبرْ وأقل الاعتبار.. وأنا أتصفح بعضاً من الكتب القديمة التي تضمها مكتبتي المنزلية البسيطة ، المتواضعة، سرح خيالي بعيداً فاستذكرت شعراً لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) يقول فيه :
              لا دارَ للمرءِ بعد الموتِ يسكنُها 
                          إلّا التي كان قبلَ الموتِ بانيها 
              فإِن بناها بخيرٍ طاب مسكنها
                             وإِن بناها بشرٍ خاب بانيها
وقوله (ع)  :
               أين الملوك التي كانت مسلطةً
                         حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
              فكم مدائنَ في الآفاق قد بُنيت
                        أمستْ خراباً وأفنى الموتُ أهليها
             لا تركنن الى الدنيا وما فيها
                          فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
ثم خطرت ببالي فكرة أراها واجبة التطبيق العملي من قبل كل مسؤول في هرم الدولة ابتداءً من رئيس الجمهورية فرئيس الوزراء فالوزراء فالوكلاء وصولاً الى المدراء العامين ورئيس كل شعبة أو قسم أو أي منصب وظيفي وفي أي اختصاص له صلة مباشرة بخدمة الناس، وهي أن يضع كل هؤلاء يافطة أو لوحة على مناضدهم تحمل عبارة (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك) أمام أعينهم وأن يعلم كل من يعنيه الأمر بأن كرسي السلطة لا يدوم لأحد لأنه أشبه تماماً بـ «كرسي الحلاّق» وأن من سرّه زمن ساءته أزمان وأن الحياة متغيرة من حال الى حال وتلك هي جدلية الحياة التي فيها البقاء لله وحده الذي قهر عباده بالموت والفناء .. تعالوا معي واستعرضوا كل سفر التاريخ من أقدم العصور حتى الماضي القريب وأسألوا : كم مرّت على البشرية من ملوك وسلاطين متجبّرين وغير متجبّرين؟!. وكم مرّ من الأباطرة والحكّام والولاة والملوك والرؤساء ؟. أكيد انهم كثر ونعجز عن الإتيان باسمائهم لكن من هؤلاء من خلّده التاريخ وسجل اسمه بأحرف من نور  وظل عالقاً في ذاكرة الشعب جيلاً بعد جيل لعمل كبير أو انجاز يخدم الشعب، من هنا أتمنى على كل وزير وأي مسؤول مكلّف بخدمة عامة ألّا تفارقه تلك المقولة : (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك) ليتذكّر كل قرار يتخذه أو اجراء يسعى إليه بأن العمل الذي فيه منفعة الناس وخدمتهم هو الذي يبقى وإن الناس ستنظر إليه بعين الرضا والمحبة والإحترام ، قال تعالى في القرآن الكريم: ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)). ونحن في شهر رمضان المبارك  .. شهر الطاعة والغفران ما أحوجنا لأن نتقرّب الى الله من خلال الأعمال الجليلة لهذا الشعب وتقديم ما يمكن من انجازات كبيرة وتجاوز الأساليب الروتينية   وتسخير كل مامن شأنه اسعاد هذا الشعب وتأمين عيش رغيد له وتأمين أمن مستدام واستقرار ضامن للبناء والاستثمار وتطبيق القوانين كي تسود العدالة مابين الناس .وختاماً أقول: 
«هنيئاً لك يا فاعل الخير».

المشـاهدات 88   تاريخ الإضافـة 26/03/2023   رقم المحتوى 41530
أضف تقييـم