متابعة / البينة الجديدة

عكست المكتسبات التي حظي بها الناقل الجوي الوطني، خلال خمسة أشهر، رؤية ومنهاج وزير النقل في تعاطيه مع ملفات تشكيلات الوزارة.فبعد مرور أقل من أسبوع على تسنم الأستاذ رزاق محيبس السعداوي منصب وزير النقل، تصدرت الخطوط الجوية العراقية أجندة جولاته الميدانية، فبدأت الخطوط الجوية العراقية تستعيد نشاطها المعهود. واشتغل منهاج السعداوي على أولويات هذه الشركة، والتي شملت اولا تثبيت المتعاقدين وضمان حقوق موظفي الخطوط الجوية العراقية، قبل انطلاق خطة التطوير، التي اشتملت على طائرات حديثة من مناشئ عالمية مختلفة، محارك متطورة واقتصادية، صيانات مستمرة للاسطول الجوي ومحارك الطائرات، تنشيط قسم الاعاشة، وضمان جودة الوجبات المقدمة للمسافرين، حراك متواصل من أجل رفع الحظر الجوي الاوروبي عن الناقل الوطني العراقي، وغيرها.
خطة تعزيز الاسطول الجوي
تعزيزا لأسطول الخطوط الجوية العراقية، تسلمت الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية، باكورة طائراتها الحديثة طراز B737MAX، التي تتضمن مواصفات عالمية متطورة، والتي وجه السعداوي بادخالها الخدمة فور استلامها.وتتمتع الـ B737MAX بمستوى رفاهية عال؛ إذ توفر للمسافرين منظومة انترنت طوال وقت رحلاتها، كما أنها تتميز عن جيل B737 NG بكثير من المواصفات الفنية المتطورة في ما يخص الديناميكية الهوائية ونوع المحركات المتطورة   (CFM LEAP ENGINE) التي تمتاز بالاداء العالي والاقتصاد في الوقود، كما انها تعمل وفق معايير تقليل الانبعاثات الضارة، مع زيادة سرعة الطيران عن الجيل السابق بحوالي ساعتين.وتتواصل مساعي الوزير للسير قدماً في استكمال مشاريع شراء الطائرات، بموجب التعاقدات المباشرة بين الحكومة العراقية وشركتي بوينغ وإيرباص، والتي تتضمن إدخال (٥) طائرات نوع إيرباص (220) حيث تم استلام (٤) منها، والمتبقي طائرة واحدة سيكون موعد استلامها في آذار الجاري.ويملك الوزير السعداوي خيار اضافة خمس طائرات من نفس الطراز في حال اقتضت مصلحة الطائر الاخضر. ومن المقرر أن يتم ادخال (4) طائرات من نوع بوينغ ٧٣٧ماكس-٨ خلال العام الحالي، بعد أن تم استلام طائرتين في شباط الماضي، ومن المقرر أن تستلم الوزارة اثنتين في شهر اذار الجاري، ومثلهما في نيسان، إلى جانب إدخال طائرتين نوع بوينغ ٧٨٧ دريملاينر واسعة البدن وطويلة المدى، من اصل عشر طائرات. علما ان جداول تسليم كافة الطائرات من هذا الطراز الى وزارة النقل، ينتهي في العام ٢٠٢٦. كما ينتظر الاسطول الجوي تعزيزه بعشر طائرات من نوع بوينغ ٧٣٧ماكس-١٠ وسيبدأ التجهيز بحلول العام ٢٠٢٤ وينتهي في العام ٢٠٢٧. وبهذا سيكون مجموع الطائرات الحديثة المضافة الى اسطول الناقل الوطني هو ٣١ طائرة.  
القسم الفني
ومع خطة التطوير المتواصلة، لم يفت معالي الوزير أن يوجه القسم الفني في الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية، بأن يكون على أهبة الاستعداد عبر وضع خطط فاعلة لاستثمار الطائرات الحديثة التي جرى استلامها، وجرى التأكيد على عقود صيانتها وموادها الاحتياطية.والى جانب ذلك، شملت توجيهات السعداوي ضرورة إكمال وتأثيث الهنگر الجديد والاستفادة القصوى منه، مشددا على أهمية تفعيل فريق صيانة الهنگر، الذين تم تدريبهم من قبل الشركة المنفذة.
محركات الطائرات
ووجه معاليه بإيجاد معالجات فورية لأسباب تأخر إطلاق أسطول b737 المتوقفة بسبب المحركات، كما وجّه باتخاذ إجراءات عاجلة لشراء المحركات الاحتياطية وبواقع (4) محركات الىb737  وعدد(2) لأسطول Airbus  كونها العمود الأساسي لأسطول العراقية.
صيانة المحارك
وبتوجيه من الأستاذ السعداوي، تعاقدت شركة الخطوط الجوية العراقية مع شركة General Electric على صيانة محارك طائرات الناقل الوطني، من اجل إعادة الطائرات المتوقفة الى الخدمة مرة أخرى، وقد جرى وضع خطة متكاملة لصيانة جميع المحارك وبوقت قياسي، إذ جرى تحديد، مؤخرا، مهلة (90) يوما لإعادة جميع الطائرات المتوقفة الى العمل.وعلى اثر ذلك، وصلت يوم الثلاثاء الماضي المعدات المطلوبة لشحن محارك الطائرات المتوقفة، ضمن العقد المبرم مع شركة GE.ويتابع معالي الوزير بحرص شديد واشراف مباشر على عملية تهيئة المحارك للمباشرة بشحنها الى مراكز الصيانة المتخصصة، ليجري تركيبها على الطائرات بعد استكمال إصلاحها.وشدد السيد السعداوي على ضرورة الالتزام بالأسقف الزمنية والمحددة لإعادة طائرات الناقل الوطني المتوقفة الى الخدمة، موجها بمضاعفة الجهود للإسراع في انجاز صيانتها وتجهيزها بشكلٍ كامل لغرض إعادة تركيبها على الطائرات المتوقفة كي يجري تشغيلها ضمن الأسطول الجوي الوطني.وفي وقت سابق، بحثت وزارة النقل مع شركة CFM المتخصصة بتصنيع المحركات، إمكانية التعاقد على شراء محارك إحتياطية لطائرات الناقل الوطني.
القسم التجاري
وقبل أكثر من شهر، فطن الاستاذ السعداوي لموسم الحج بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل، وزيارات العمرة بحلول شهر رجب، فطالب القسم التجاري في الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية بالاستعداد المبكر لتلك الزيارات.كما وضع الوزير يده على أسباب فشل منظومة التسويق للشركة برغم توفر عوامل نجاحها، منبها الى ضرورة معالجة المعرقلات التي تقف أمام فتح محطات تسويقية جديدة.كما وجه معاليه بإعداد دراسة شاملة حول موضوع الشحن الجوي، لأنه يدرك أن هذا القطاع يوفر أرباحا تقدر بأضعاف ما تدره عملية نقل المسافرين، مشددا على ضرورة معالجة جميع المعرقلات التي تقف أمام تفعيل هذا المرفق.
(43) طائرة 
في نهاية العام الجاري 2023، ستكون هناك (43) طائرة حديثة ومن طرازات عالمية مختلفة ضمن أسطول الناقل الوطني، ومع هذا الحال طالب السعداوي إدارة الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية بالكشف عن استعداداتها المبكرة، وخطط أقسامها المعنية الفني والتجاري، في إطار تشغيل وتسويق تلك الطائرات.ووجه السعداوي بوضع خطط قصيرة وطويلة المدى لاستثمار الطائرات الحديثة، التي سيتم توزيعها على جميع المطارات العراقية، بحسب الحاجة لتغطية متطلبات سياسات الوزارة. 
نحو تشغيل آمن ورصين
وتحت إشراف الوزير السعداوي، بحثت إدارة الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية مع شركة Airbus في مقرها الإقليمي بمدينة دبي الإماراتية، ملفات مهمة تتعلق بتوسيع التعاون المشترك لتطوير واقع الناقل الوطني.وقال مدير عام الشركة المهندس كريم كاظم حسين، أن اللقاء المهم يعكس رؤية معالي الوزير بضرورة التعامل بشكلٍ مباشر مع الشركات المُصنعة، موضحا أن الاتفاق مع شركة Airbus شمل إسناد الخطوط الجوية العراقية بالأنشطة والجوانب الفنية، بما يسهم في الوصول إلى تشغيل آمن ورصين لأسطولها الجوي، تمهيدا للعودة الى الحاضنة الدولية والأجواء الأوروبية، بعد رفع الحظر عن الناقل الوطني من قبل الاياتا.
الحظر الجوي الأوروبي
وفور تسنمه منصب وزير النقل، سخّر كثيرا من جهوده ومساعيه لصالح ملف الحظر الأوروبي على الطائر الاخضر؛ إذ عقد سلسلة اجتماعات مهمة في بغداد وجنيف، وقاد ذلك الى نتائج مهمة في مجال تطوير الخدمات المقدمة إلى المسافرين، ومعايير السلامة الجوية؛ ففي العاصمة السويسرية التقى السعداوي مع مسؤولين رفيعي المستوى في اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، لبحث ملف الحظر الأوروبي على الطائر الأخضر العراقي.وأكد السعداوي لمسؤولي الاياتا، أن الناقل الوطني عمل كثيرا على تشخيص مواطن الخلل، وتمكّن من معالجتها، سعيا لرفع الحظر الأوربي عن الطائر الأخضر، وضمان عودته الى الحاضنة الدولية، وأخذ مكانته الريادية في مجال النقل الجوي الدولي.