الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
تــــعــــددت الاســــبــــاب والــــتـــطـــرّفُ واحـــــــدُ
تــــعــــددت الاســــبــــاب والــــتـــطـــرّفُ واحـــــــدُ
مقالات
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

 
    حيدر العمشاني 

يقول سقراط « تكلم كي أراك»  ....
للأسف الشديد أصبح الاعم الأغلب في مجتمعنا يطلق الاحكام على الاخرين جُزافاً دون أن يعرف مكامن شخصية هذا الفرد او ذاك ،  او الظرف الذي يمر به او حتى طبيعة تفكيره او فهمه للحياة  بالطريقة التي يراها مناسبة له ُ وفقاً لرؤيته   التي هو حر فيها ، وهذا الامر شاع في الفترة الاخيرة بالشكل الذي يكاد يكون اشبه بنشب النار في الهشيم ، ولعل احد اسباب نمو هذا الامر يعود الى  التغيير المفاجئ في ثوابت القيم بالنسبة لهذا المجتمع نتيجة لعدة عوامل ساهمت وبشكل مباشر على  ان تكون سبباً رئيسياً لإطلاق الحكم على الاخرين من المظهر متجاهلين بذلك الخزين الفكري وقد يكون العلمي بل ويتعدى ذلك الى ظروف اخرى خارجة عن ارادة الفرد . كما  ان احداً من تلك الاسباب في عملية اطلاق الحكم المسبق على الاشخاص هي البيئة التي يقطنُ بها الفرد وانعكاساتها عليه بشكل او بآخر بالشعور واللاشعور فالإنسان يتأثر  بالبيئة التي تحيط به ويمتد ذلك التأثير على كل شيء في حياة الانسان من مأكل ومشرب وملبس  وتصرف  وهذا ما  ذهب اليه عالم النفس «روجر باكر» الذي وجد ان من اكثر العوامل التي تؤثر في شخصية ونمو الانسان هي بيئته ، ونحن اليوم وبفضل المتغيرات والاحداث التي مرت بسرعة البرق على هذا المجتمع بطبيعة الحال سيحدث تغير لعدة مفاهيم كانت اشبه بالدستور بالنسبة للفرد العراقي ، لكن حجم وتنوع الاسقاطات على  الفرد منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية  ادت بالنتيجة الى تحول مفهوم الثوابت الى متغيرات وفقاً للمرحلة التي تمر وهذه هي طامة كبرى  . ولعلي لا أحبذ ان اسهب في الحديث طويلاً ومن باب «خير الكلام ما قلّ ودلّ» ، ومع كل ما تقدم اريد ان اقول شيئاً وقد أتساءل هل يمكن لنا ان نعيد الفرد المتطرف فكرياً بهذا الموضوع الى طريق الصواب ؟ وهل باستطاعتنا ان نعمل جاهدين من اجل اعادة ضبط تفكير البعض بالطريقة المثلى ؟ وما هي الطرق التي من شأنها ان تسهم في ترميم ما خُدش من القيم الاصيلة الموروثة ؟ ، اعرف جيداً ان الامر يحتاج الى سعي جاد وقناعات تامة بهذا الامر ، ولكن بالتأكيد هو ليس مستحيلاً ، ومن هنا هي دعوة الى الاهالي بان يكونوا خير نماذج للأبناء باي تصرف واي حكم ، كما وان للمؤسسة التعليمية دوراً مهماً في عملية تصحيح المسار من خلال نواة المجتمع وهم الاطفال والصبية فالشعوب تُبنى بأساسها واساس الشعوب اجيالها القادمة .
 

المشـاهدات 78   تاريخ الإضافـة 28/03/2023   رقم المحتوى 41584
أضف تقييـم