ما حصل  ليلة أمس الأول الأحد (26/3/ ٢٠٢٣) والتي امتدت حتى ساعات الفجر الأولى ليوم امس تحت قبة البرلمان وهو يعقد جلسته المكرّسة أصلاً للتصويت على ما تبقى من مواد قانون التعديل الثالث لقانون الانتخابات المثير للجدل (سانت ليغو) والتي انتهت بالفعل بالتصويت عليه وتمريره، أثار العشرات من الاسئلة وعلامات الاستفهام الحائرة  فرغم ما جرى من صراخ وعياط وإطلاق هتافات مصحوبة بالضرب على الطاولات (كلا.. كلا.. سانت ليغو) ورغم إستخدام أحدهم لـ( صفارة) للتعبير عن انزعاجه ومحاولة إثارة (عجاجة).. ورغم  الاعتراضات العلنية للنواب المستقلين الذين اثبتوا انحيازهم للشعب وتمثيل إرادته الحقيقية بصدق وأمانة إلا أن رئاسة المجلس اصرت بعناد لا يلين وتهتز لصداه الحياطين على تمرير قانون (سانت ليغو 1,7) ولوّحت باستخدام كل الأساليب لقمع النواب المعترضين بإدخال (العسكر) الى تحت قبة البرلمان في سابقة جدّ خطيرة بل  وحالت دون قيام هؤلاء النواب بجمع تواقيع لإقالة الحلبوسي!!
 وفي ذروة الإنفعال لوّحت رئاسة البرلمان وهي تواصل  الطرق بـ(الجاكوج) بإحالة المعترضين (المتمردين) للإدعاء العام .. ياسلام!!
نعم، تم تمرير (سانت ليغو) ولتتورّم للشعب( لغاليغو) بحضور (١٨٩) نائباً من أصل (٣٢٩) نائباً في جلسة سادها الهرج والمرج، ولكن دعوني ان أشيد بالحماس الذي ظهر  عليه المصرّون على تمرير هذا القانون وتمنيتُ من اعماقي أن يكون هؤلاء بذات الدرجة من الحماس والحيوية وهم يناقشون قانون الموازنة العامة للبلاد او قانون التقاعد او الرعاية الاجتماعية او النفط والغاز وعشرات القوانين النائمة على الرفوف وهي مقطوعة الكفوف!!
 وكعراقي بودي ان أسجل هنا وأمانة للتاريخ بعضاً من اسئلتي المشروعة راجياً الإجابة عليها من قبل من يعنيه الأمر بكل شفافية وروح مسؤولية ومن دون تعصّب او ضرب بـ( التوثية)!!
* هل إن ما جرى تحت قبة البرلمان في تلك الجلسة يتوافق او يتّسق مع قواعد وقيم الديمقراطية الحقّة؟ ففي كل برلمانات العالم هناك موافقون ويقابلهم معترضون إزاء قضية ما، وإن النقاشات يجب ان تتمّ وفق معايير تعطي لكل طرف الحق بأن يدلو بدلوه وإن النقاش الجاد لا يفسد للودّ قضية!!
* ما هو التفسير المنطقي او التبرير العقلاني لإدخال (العسكر) الى تحت قبة البرلمان؟.. ألا يعدّ ذلك خرقاً بل عيباً تتحمله رئاسة مجلس النواب؟؟
* الا تعتقد رئاسة مجلس النواب بأن العودة الى (سانت ليغو) هو تجاوز فاضح على إرادة ورغبة المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ممثلة بسماحة آية الله العظمى السيد (علي السيستاني) والتي سبق ان قالت قولتها بالاعتراض على هذا القانون وبيان عيوبه وتجاوزه وركله بما نصّه: «لا» للقائمة المغلقة .. «لا» للدائرة الانتخابية الواحدة.
* الا ترى رئاسة مجلس النواب بأن المصادقة على قانون الإنتخابات العقيم الذي رفضه الشارع العراقي هو نكوص وإنقلاب صارخ بحق تلك الإرادة وإن الشعب هو مصدر السلطات؟؟
 * وأخيراً وليس آخراً.. أين ذهبت التضحيات السخيّة والدماء الزكيّة التي قدّمها العراقيون خلال إنتفاضة تشرين والتي تجاوزت الـ(٨٠٠) شهيد ومئات الجرحى والمعاقين والأيتام.. وأين هي(حوبة) الأمهات المفجوعات؟ 
والسلام عليكم ورحمة الله  وبركاته.