الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
رمضان... درس روحي عميق وتجربة وجودية لم نفهم عمقها
رمضان... درس روحي عميق وتجربة وجودية لم نفهم عمقها
مقالات
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

حسن طهمازي


إننا الآن في شهر عظيم مبارك، ألا وهو شهر رمضان، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه نبيا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وأمر الناس بصيامه، وأخبر عليه أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم رضا الله وعطائه في الدنيا والآخرة ،فاستقبلوه بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم. في الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها للأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله والتقرب اليه.. رمضان سادتي يجب أن يكون لحظة لإعادة مراجعة الذات وفتحها على آفاق أخرى من المعنى.في بلداننا. جياع ولاجئون ومفقّرون ومغتربون ومسجونون ومحرومون ، وهناك أيضا  نساء مقهورات في البيوت وفي أماكن العمل. وهناك أيضا من هن وعوائلهن في مخيّمات اللاجئين وساحات الحرب. ولكنّنا في رمضان نزيدهم وجعا واغترابا. نبتعد عنهم أكثر ونغرق في وحشيّتنا ونتمادى في جبروتنا. فكيف يصوم الحكام والمستكرشون والفاسدون وساسة الصفقات والكواليس ونهّابوا الثروات وأقوات الشعوب. كيف يصوم من احتكر أساسيات مائدة رمضان وتلاعب بالأسعار واكتنز من ذلك حدّ التخمة ؟ كيف يتأمّل هؤلاء الغفران والنعيم وكيف يعتبرون أنفسهم من «المؤمنين» وقد جوّعوا من جوّعوا وقهروا من قهروا؟ في رمضان: هناك عسكريّون وأمنيّون وفلّاحون وعمّال وطواقم طبّيّة وشبه طبيّة ثمّة من يحرسنا ومن يطعمنا ومن يجعلنا أحياء آمنين. هؤلاء يستحقّون أن نقف لهم إجلالا ونوقّرهم ولو بصمت وفي السرّ. كان بالإمكان أن نعيش رمضان بطريقة أعمق وأرقى: نرفع عن المقهورين بعضا من قهرهم، نتواضع للمحرومين حتّى نعبّر عن إنسانيّتنا، نوقّر النساء جميعا فهنّ يكابدن الصيام وساعات العمل الإضافية في التسوق والمطبخ قبل الإفطار وعند السحور  وأيضا عنف الرجال، نوقظ أرواحنا النائمات في كهوف النسيان، نفرمل غرائزنا الجهنّميّة ونعلّمها الاعتدال، نفتح عقولنا على أنوار الوعي وشموس المعرفة.رمضان بريء.. فقط نحن مذنبون... رمضان عميق.. فقط نحن سطحيّون ونكابر..رمضان كريم....فاكرم نفسك بتقوى الله سبحانه في هذا الشهر الفضيل.
 

المشـاهدات 99   تاريخ الإضافـة 29/03/2023   رقم المحتوى 41616
أضف تقييـم