النـص : صحيح أن التكرار في طرح موضوع أو قضية أو ملاحظة أو شكوى ما، والطرق عليها يخلق أحيانًا حالة من الرتابة والملل التي تدفع بالقاريء أو المتلقي الى النفور وأحياناً الشعور بالغثيان والقرف، ولكن ثمة أمور وقضايا وموضوعات عديدة يكون لزاماً عليك إعادة نشرها ثانية وثالثة ورابعة عندما تجد ان الجهة المعنية التي يفترض ان تقوم بالرد على الحالة السلبية أو معالجة الخلل أو تصويب الخطأ قد التزمت الصمت المطبق وتعاملت مع ما تكتب بطريقة فجّة أو قل (بايخة) أو أنها تدير ظهرها بروح لا مبالية.. ولا أغالي إذا ما قلت، وهذا ليس اتهامًا بل حقيقة تتجسد واقعاً بحكم عملنا الصحفي اليومي، إن هناك ممن يعنيه الأمر يطبق ذلك الشعار الإنهزامي (لا أرى.. لا أسمع.. لا اتكلم)، وهؤلاء بالفعل لا يقرأون صحفاً ولا يستمعون لمذياع ولا يشاهدون فضائيات ولاحتى يتصفّحون مواقع تواصل اجتماعي وعقولهم متحجّرة وهي اشبه بـ( حصى مقلع النباعي)!!
وهذا الصنف من البشر ملتزم بالمقولة الساذجة (خلّيها سكته يلفته) او ثوّلها چنك ما تدري).
وبالمناسبة فإننا عندما نكتب ونتصدّى لقضايا الناس وللجوانب الخدمية والحياتية فليس غايتنا الإشارة لكل ما هو سلبي فقط ولكن هناك جوانب مشرقة وإنجازات ومبادرات نبارك للقائمين عليها ونشدّ على أيديهم وندعو لهم بالتوفيق والسداد لمواصلة مشوارهم الهادف الى خدمة العراق وشعبه.. ولا بد أن نشير في الوقت ذاته الى أنه رغم الصدود ورغم أن البعض يتعامل مع ما تطرحه الصحافة الورقية وبقية وسائل الإعلام بجفاء، لكننا نقولها وليسمع من به صمم إن شعارنا الثابت والذي سيبقى كالمسمار النابت هو مواصلة الطرق على الحديد حتى يلين أو يتحول الى ثريد!! وإن صبرنا لا ينفد وإن مداد حبرنا لا يجفّ وإن اليأس لن يتسلل الى نفوسنا، فالكتابة عن قضايا الناس والوطن واجب وشرف..
دعوة مخلصة لبعض المكاتب الإعلامية التي ما زالت تغطّ بنوم عميق لأن تبادر الى النهوض من رقادها بعد طول سُبات وتنفض عن وجهها التراب وتمارس دورها بما يقتضيه الواجب الوظيفي والوطني والشرعي.. وأن من يعتقد بإنه أكبر من الصحافة او السلطة الرابعة مستقوياً بجهات حزبية او سياسية تقف خلفه نقول له إن إعتقادك خاطيء، وإن المهلة التي منحها السيد رئيس الوزراء (محمد شياع السوداني) للمتحدثين باسم الوزارات و مديري الإعلام وأمدها (٣) أشهر كافية لتحسين الأداء ومراجعة نقاط القوة والضعف والبدء بانطلاقة جديدة نريدها ان تشكّل إضافة نوعية في تجسير التعاون الراقي ما بين المكاتب الإعلامية والصحافة الورقية على وجه الخصوص.
ولكل حادث حديث!!
|