النـص : سجلّت الأيام الماضية، ولا سيما خلال مناسبة زيارة أربعينية سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ( عليه السلام) حوادث مرورية دامية ومؤسفة راح ضحيتها العشرات من الاشخاص بين صريع وجريح ومعاق أغلبهم من العراقيين ومنهم زوار من دول إسلامية جاءوا للعراق وقلوبهم تهفوا الى كربلاء إيقونة الثوار والمصلحين والمضحّين من أجل المباديء والقيم الدينية.. وقد استرعت تلك الحوادث في تواترها وتلاحقها انتباه الكثير من العراقيين وسارعت مديرية المرور العامة الى إصدار بيان حددت فيه أسباب تلك الحوادث بعاملين أولها: يتحمّله السائق (ابو الاستيرن) وثانيها يتعلق بالطرق والشوارع التي أصبحت عندنا (باجة بلا كوارع).. وترى مديرية المرور العامة ان القسم الأكبر من تلك الحوادث يقع على عاتق السائق على وجه الخصوص معلّلة السبب بقيادته لمركبته في الطرق الخارجية وعدم الإنتباه ومراعاة مسافة الأمان إضافة الى إنشغله أي (الأخ الدريول) بـ( الهاتف الرّنان) أو النوم لعدم أخذه قسطا من الراحة، والأمور الأخرى التي تنتج عنها الحوادث المرورية.. اما السبب الآخر فهو ذلك الذي يتعلق بالطرق والشوارع الرئيسة او الخارجية التي تربط بين المحافظات والتي تعاني من وجود مطبات وتخسّفات وطسّات وتقعّرات تشبه روجات نهر الفرات في زمن فات!!
إضافة الى عدم وجود الإنارة في اغلب الطرق الخارجية والتي عادة ما يسلكها السائق ولسان حاله يقول (ظلمة ودليلها الله).. وهذه المشكلة لطالما كتبت عنها شخصيًا عشرات الأعمدة الصحفية لكن هناك من تعامل معي بأذن من إسفلت وأخرى من زفت!! لكن فات مديرية المرور العامة و(السهو الخطأ مرجوع للطرفين)، أن تشير في بيانها هذا الى غياب اشتراطات السلامة والأمان في شوارعنا والى إنعدام أعمال الصيانة والإكساء التي يفترض ان تقوم بها الجهات المعنية كما نسي البيان الإشارة الى مليارات الدنانير التي تجبى سنويًا من سائقي المركبات بشكل رسمي تحت عنوان( صيانة الطرق والجسور) كما نسي الإشارة الى غياب العلامات المرورية التحذيرية منها والإرشادية لتفادي وقوع الحوادث المأساوية.. ومن هنا فإن على مديرية المرور العامة ان تعمل جاهدة لنصب رادارات وكاميرات مراقبة كما هو حاصل في معظم دول العالم بل وحتى استخدام طائرات مسيرة خاصة بمراقبة الطرق الرئيسة لرصد السائقين الذين يسيرون بسرعة جنونية وإيقاع الغرامات والعقوبات الرادعة بحقهم للحيلولة دون ارتكابهم حوادث بسببها تزهق أرواح الناس!!
وفي الختام لا بد من الإشارة الى الحصيلة التي اعلنتها المديرية للحوادث المرورية المسجلة لديها خلال الزيارة الأربعينية التي تمثلت بـ( ٩٠) حادث سير تراوحت ما بين الدهس والإنقلاب والإصطدام وأسفرت عن وفاة اكثر من (٤٤) شخصًا وأكثر من (١٦٣) إصابة وهو لا شك رقم كبير وصادم ومن حقنا ان نأسف لسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا والإصابات.. وان ما حصل مدعاة لحراك على اكثر من صعيد ليس لتحديد الأسباب بدقة وهي بالتأكيد معروفة ولكن لمعالجة تلك المسببات وتلافيها لأن من الخطأ التفرّح على ما يجري أمامنا من صور تراجيدية.. موت يترصد الأرواح ونحن لا نمتلك مفتاح الحل!
|