الإثنين 2023/12/4 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
مخيمات النزوح.. من يداوي الجروح؟!
مخيمات النزوح.. من يداوي الجروح؟!
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

 لا يختلف إثنان منصفان على حقيقة أساسية وجوهرية تلك هي إن الجرائم البربرية والوحشية التي ارتكبها تنظيم الدولة اللاإسلامية (داعش) هي الأسوأ في تاريخ العراق ولاسيما في ذروة العنف الطائفي الأهوج والتفجيرات المجنونة والتهجير والقتل والإبادة والسبي بكل أشكاله  وتحديداً في أعوام (٢٠٠٧-٢٠١٤).. وإن واحدة من إفرازات تلك الفترة الزمنية السوداء هي مخيمات النزوح التي لم يألفها العراق سابقًا حيث يعيش الآلاف من العراقيين الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم تحت حراب الدواعش، في ظروف بالغة الصعوبة سواء في الصيف أم الشتاء حيث تنعدم الخدمات الأساسية وتُثلم الكرامة الإنسانية بشكل يندى له جبين التاريخ الإنساني.. وما يُدمي القلب ويُوجعه هو ان يبقى  النازحون يعيشون البؤس بأبشع صوره وأن تبقى المخيمات علامة دالة على حجم الإهمال الحكومي  الذي لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة او حجة من الحجج.. وكان يفترض بعد طيّ صفحة داعش الدموية واندحار وتشرذم عصاباته بفضل تضحيات قواتنا الأمنية وجيشنا وحشدنا وبفضل فتوى الجهاد الكفائي، أن تشرع الجهات المعنية بإنهاء أي مظهر من مظاهر النزوح وأن تُصبح المخيمات جزءًا من الماضي الغابر.. صحيح ان هناك خطوات وإجراءات بُذلت على طريق إنهاء ملف النزوح او المهجرين من ديارهم قسراً وصحيح أيضاً ان آلافاً من المواطنين عادوا الى ديارهم وسكنوها رغم كونها خرائب ولكن هذا لا يكفي او يشفع أبداً لحالة الإهمال القائمة لحد الآن.. وربّ سائل يسأل: أليس لدينا القدرة على إعادة المهجرين والنازحين الى مناطقهم بعد إستتباب الأمن والإستقرار في ربوع البلاد.؟
 أم أن ثمة اسباباً وعوامل ومعرقلات شتّى تحول دون تحقيق هذا الهدف الإنساني والوطني لأن هؤلاء هم أهلنا وأن الواجب يستدعي الوقوف الى جانبهم في محنتهم وعدم تركهم عرضة لتقلبات الطبيعة القاسية والمصاعب الجمّة من نقص في الخدمات الاساسية وتأمين السكن اللائق وأساسيات الحياة كالماء والكهرباء والصحة والتعليم والغذاء والعيش الآمن.. وكما يقولون إذا عُرف السبب بطُل العجب حيث يؤكد الدكتور (غالب الدعمي) في منصة (الفيسبوك) أن هناك ملفات شائكة في العراق لا يريد البعض حسمها لأن فيها (منافع) لمن يعمل على إستمرارها ومن هذه الملفات ملف المهجرين في المناطق الغربية من البلاد حيث هناك مساعدات (دسمة) تخصّص لهؤلاء المهجرين لكنها تحال الى «مقاولين محليين» إضافة الى ان هناك أموالاً حكومية تخصّص للمهجرين يسيطر عليه أيضا أولئك (المقاولون) ربما هم اصلاً واجهات لمافيات سياسية ومالية ..  الى هنا إنتهى كلام الدعمي الذي يجب ان يخضع لدراسة معمقة من قبل الجهات الرقابية وصولاً الى الخيوط  المؤدية الى الفئران التي تحفر جحورها تحت الحيطان وتسرق كل ما يخص النازح او المهجر الغلبان كي يبقى (تعبان)؟!
والخلاصة إننا على أعتاب فصل شتاء  نتمنى من الأعماق ان يكون مطيراً لتعوّض لنا السماء ما ألحقه بنا الجفاف من عذاب وخراب طال كل شيء في هذه البلاد.. وكيف لا وهو إكسير الحياة.؟ وأعود  لأقول:  مخيمات النزوح .. من يداوي الجروح؟؟
 

المشـاهدات 33   تاريخ الإضافـة 12/09/2023   رقم المحتوى 42206
أضف تقييـم