
![]() |
قصة( بائع جرايد) من السماوة.. للقراءة نكهة.. وللحبر طعم |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : وأنا أتصفّح موقع (الفيس بوك) كعادتي حيث اخصّص له بعضاً من الوقت، فإذا بصفحة (إرفع صوتك irfaa Sawtak) تفاجئني بمادة صحفية ذات مساس مباشر بعملي اليومي المعتاد، يقول فيها صاحبها ما نصّه:( أنا أحمد حسن.. عمري(٥٣) سنة.. صارلي (40) سنة اعمل بائع جرايد متجول .. أفتر بمدينة السماوة.. في المقاهي وفي الشوارع.. وطبعاً قراء الجرايد هم مصدر عيشتي، خاصة كبار السن منهم لأنهم أكثر الناس ممن يقبلون على شرائها مني لأنهم متعودين على قراءة الجرايد صباحاً..) ويضيف احمد حسن بالقول: أشتغل من الساعة (٨) صباحاً حتى الساعة (١٢) ظهراً حيث أبيع (٥٠) جريدة تقريباً وآني متمسك بهاي الشغلة لأن أحبها والناس عرفتني بها ( أحمد ابو الجرايد) ..ورغم الحداثة ومواقع التواصل الإجتماعي لكن اكو ناس تقرأ جريدة الى الآن.. وعندي أمل بان ترجع الناس للجرايد والكتب لان طعم القراءة عندما تكون هناك جريدة او كتاب.. ابقى حاضن للجرايد مثل اولادي وأصيح: جرايد.. جرايد).. الى هنا إنتهى نص المنشور حيث باح الأخ أحمد بما يدور في اعماقه من مشاعر بعفوية صادقة ومحببة.. وأنا اقول له: أحييك أخي العزيز أيها الصامد بشموخ وتكابد من اجل كسب لقمة العيش بكرامة وتكابد لأجل إيصال (الجرايد) لعشاقها.. فالجريدة او المجلة او الكتاب كلها لها طعم خاص تماماً كطعم التبغ بالنسبة للمدخنين.. وإن الشريحة التي ظلت تواصل إدمان قراءة الصحف اليومية هم عشاقها الذين نشاهدهم في أكثر من مكان، وخاصة في المقاهي التاريخية المتناثرة هنا او هناك حيث يرون فيها زاداً لا بد منه.. وان بعضهم عندما لا تتاح له فرصة قراءتها كأنه مصاب بالدوار أو (امفارگ محب).. إذاً الصحيفة الورقية ستبقى متسيّدة على عرشها مهما انتشرت الصحف الإلكترونية الفاقدة اصلاً للروح.. والسبب إنها فاقدة للحبر وللنبض ولرائحة الورق!! صحيح، ان ثورة الأنترنيت قد عصفت بأشياء كثيرة لكنها لن تنال من صرح الصحافة الورقية التي نتمنى أن تعود لسابق مجدها وأن يعود الناس لممارسة الطقس الصباحي في قراءتها مع فنجان قهوة أو قدح شاي مهيّل.. |
المشـاهدات 30 تاريخ الإضافـة 17/09/2023 رقم المحتوى 42279 |