
![]() |
الــــولاء للوطــــن ليـــــــــس شــعاراً |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : سعد محسن خليل الولاء للوطن ليس شعارا يردده العامة من الناس وخاصة الانتهازيون .. بل هو عقيدة راسخة في وجدان الانسان اشبه بالدم يجري في عروقنا وحتما الولاء للوطن لايعني ترديد الكلام المنمق لاخذ اتاوة او ضريبة من الشعب المسكين .. وما نشاهده بعد بروز وسيطرة الاحزاب السياسية لممارسة انشطتها السياسية خاصة بعد سقوط النظام الملكي عام ١٩٥٨ وخروج عناصر هذه الاحزاب من جحورها او معتقلاتها لممارسة ما تسميه انشطتها الثورية يملأ مجلدات من الكتابة العشوائية ومن نتائج هذا النضال ظهور اشخاص متلونين كالوان الطيف الشمسي تارة تراهم مع ذاك الحزب مخلصين متلاصقين لمبادئه حتى نخاع العظم وتارة اخرى تراهم منتظرين لحظة اعلان الولاء لاعدائه المفترضين ومشهود لهم بقفز الموانع اشبه بقفزة قرد على غصون الاشجار فاختلط الحابل بالنابل .. وفجأة وبعد عام ٢٠٠٣ وما ان سقط حزب البعث والنظام الذي يمثله بدّل ذلك الشخص ملابسه واصبح بين ليلة وضحاها ذلك المناضل المغلوب على امره وينخرط في صفوف الاحزاب الجديدة التي ظهرت على المسرح السياسي والتي كانت بحسب ادعائها محط اضطهاد النظام السابق ويصبح بقدرة قادر اكثر عنفا واكثر اخلاصا من اعضاء الحزب الجديد نفسه فهو وفي وضعه الجديد اشبه بـ «قرقوز» فتارة تراه في التيار الفلاني وتارة اخرى في التيار العلاني ينتمي لهم وفق مصالحه الخاصة هذا الشخص يذكرنا بتلك القصة الغريبة العجيبة التي حدثت في زمن النظام السابق يوم دخل شخص مع اصدقائه لاحتساء الخمره في احد الاندية الاجتماعية وما ان خرج مع اصدقائه ليلا واثناء محاولته اجتياز الشارع العام سقط ميتا بعد ان دهسته احدى السيارات المسرعة ومرت سنين وسقط النظام السابق واثناء دخول احد اصدقائه المرافقين له في ذلك اليوم المشؤوم مبنى المحافظة شاهد لوحة كبيرة علقت داخل مبنى المحافظة مكتوب عليها قائمة باسماء شهداء ضحايا النظام السابق ولدى التمعن في الصور وجد اسم وصورة صديقه السكير بين اسماء الشهداء فتعجب من الموضوع وبعد ايام شاهد شقيق ذلك الشخص وقال له انه استغرب وجود اسم شقيقه بين اسماء الشهداء المعادين للنظام السابق وهو يعلم علم اليقين ان شقيقه ليس بشهيد لانه مات مخمورا في حادث سيارة وليس في اقبية اجهزة الامن فقال له ذلك الشقيق « جا هو ليش جان يشرب غير من ضيمه « لذلك فهو يستحق ان يكون شهيدا .. اذن التقييم يتم بالنيات وليس بالحدث او الفعل المشهود والمعزز بالوثائق .. ولايهم المهم انه يستلم راتبا شهريا بعد ان تم احتسابه ضمن قوائم الشهداء والمناضلين .. فكم من مناضل مزيف يستنزف خزينة الدولة وان تمعنت في ماضيه تبين لنا انه كان من انشط الحزبيين البعثيين المواكبين والملتصقين بفكر القائد الضرورة والحزب والثورة واصبحوا اليوم يتبؤون مناصب مهمة في الدولة واصبحوا قادة من القادة اليافعين والمناصرين للوضع الراهن .. هذا هو المشهد السياسي وفي هذا الحال نقف لنضع النقاط على الحروف ونقول حسب اللهجة المصرية « رقصني ياكدع على وحدة ونص «ونقول ايضا «رقي على السكين».. ونردد مع المطرب سعدون الساعدي «صمون عشرة بالف» والصمون صار بقدرة قادر سته بالف والوضع مزري والاكل صار نتف. |
المشـاهدات 107 تاريخ الإضافـة 19/09/2023 رقم المحتوى 42329 |