السبت 2024/7/27 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
العميد الحقوقي (أثير ابراهيم خليل) آمر مدرسة القوات الخاصة لفرقة الرد السريع في حوار خصّ به «البينة الجديدة» : حرب الشوارع تعد من أقوى المعارك وأشرسها
العميد الحقوقي (أثير ابراهيم خليل) آمر مدرسة القوات الخاصة لفرقة الرد السريع في حوار خصّ به «البينة الجديدة» : حرب الشوارع تعد من أقوى المعارك وأشرسها
حوارات
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

   حملنا منذ البدء شعار (نعمل كفريق واحد) وهذا هو سبب النجاح

أتشرف وأفتخر بأنني كنت في الخطوط الأمامية في المعارك وتعرضت الى (3) إصابات

 يتم تقييم الطلاب ووضع تسلسل خاص بهم فهناك الاول والثاني والثالث

 

حاوره / وسام نجم
تصوير /حيدر الفكيكي
رجال اكفاء يستحقون التبجيل والتقدير.. في العراق ظهر اشخاص اثبتوا شجاعتهم ومهنيتهم واخلاصهم لعملهم وهؤلاء لا بد من التعريف بهم كونهم اسهموا في بناء ركائز المجتمع الجديد من خلال مواقعهم التي شغلوها ويشغلونها وهم بلا شك حظوا باحترام وتقدير كل من عمل معهم .. اسوق هذه المقدمة للحديث عن واحد من هؤلاء الذين تركوا بصمة واضحة في مجال عملهم وحظوا باحترام وتقدير ومحبة كل من عملوا معه انه العميد الحقوقي (اثير ابراهيم خليل) آمر مدرسة تدريب القوات الخاصة / الرد السريع الذي آل على نفسه الا ان يؤدي واجبه بكل شجاعة وتضحية واخلاص مجسداً حبه لوطنه وشعبه، ومثبتاً ان المنصب يجب ان يستثمر لخدمة الناس لا للاستعلاء عليهم، فهو عفيف النفس وانساني وكريم لم يغره المنصب وإنما  وضع نصبه عينيه ان خدمة الوطن والشعب هي امانة في الأعناق ويجب ان تصان .. الذي دفعني للكتابة عن الضابط الكفء والمهني هو تعامله الشفاف مع من عمل بمعيته من الضباط والمنتسبين وكان خير مثال للضابط الذي يتمتع بشرف القيادة .. كم نحن في بلدنا الآن بحاجة الى هكذا اشخاص لا يألون جهداً في تقديم الخبرات التي اكتسبوها من خلال سنوات خدمتهم للمقاتلين من اجل بناء ابطال يضحون بدمائهم من اجل صيانة حياض الوطن والدفاع عنه بكل بسالة وحفظه من شرور الأعداء المارقين الذين يريدون تدميره وخرابه .. وفي الختام اقول بوركت جهودك وسدد الباري خطاك لما فيه خير البلاد والعباد.
* متى كانت مشاركتك في فرقة الرد السريع؟ 
- في البدء باشرت بفرقة التدخل السريع منذ عام 2014 ضمن تشكيل اللواء الثاني، حيث كان العقيد مهدي الحيالي آمرا لللواء، وهو حاليا نائب السيد قائد الفرقة، ووقتها كانت الاوضاع الامنية مرتبكة نتيجة دخول عصابات  داعش الارهابية  الى العراق، لذلك اوكلت لي مهمة وطنية مشرفة تمثلت بمحاربة الارهاب الداعشي اينما كان.
وقد تم ادخالنا في دورة القوات الخاصة تسمى (selection) لفترة شهرين، والتي تعلمنا من خلالها الصعوبات وكيفية العيش في الطبيعة ومقاومة الاجواء المختلفة، وبعدها باشرنا بالالتحاق في منطقة ابو غريب، وحينها كان الدواعش قد وصلوا الى منطقة كرمة الفلوجة، فاشتبكنا معهم في معارك ضارية منذ عام 2014 وحتى 2017 وتم تحرير مناطق الرمادي وحصيبة والحوز.
• ما هي وظيفتكم هناك؟
- كنا نمثل خط الصد المنيع امام داعش، بحيث كانت جميع القطعات العسكرية باكملها معتمدة على فرقة التدخل السريع، حيث شكلنا في منطقة حصيبة نقطة تحول وانتصار وتحرير لمحافظة الانبار، علما ان عصابات داعش الارهابية كانت وقتها في اوج قوتها.
• هناك من كان يستهين بقوة داعش وخطورته، فماذا تقول؟
- عصابات داعش قوة ليست بالهينة، فخلال المواجهات والمعارك الكثيرة التي خضناها معهم، رأينا انها تتميز بوجود العقيدة لديهم، وتم غسل ادمغتهم بفكر دموي مجرم، ولكن الباطل مصيره الزوال والانتهاء.
•من المعروف ان حرب الشوارع تعد من اقوى المعارك واشرسها، كيف استطعتم تحقيق الانتصار على الدواعش فيها؟
- نعم ان حرب الشوارع شرسة وقاسية وصعبة، الا اننا استخدمنا في هذه الحرب نظام (التيمات) او المجموعات، حيث يكون كل فريق موجه لمنطقة او مجموعة من البيوت وينطلق نحو تحريرها، وقد حاول الارهابيون الهروب والتخفي من خلال عمل فتحات بين البيوت لمسافات طويلة من اجل التنقل بكل سهولة وراحة.
• ما هو نظام التيم؟
- نظام التيم يتكون من (4) مقاتلين اضافة الى القائد الذي يكون رأس عرفاء او ضابط برتبة ملازم او ملازم اول حسب الموقف.
• ما هو سبب نجاحكم والانتصارات التي حققتموها؟
- نحن حملنا منذ البدء شعار (نعمل كفريق واحد)، وهذا هو سبب النجاح، لذلك فإننا نعمل جميعا بكافة المناصب والرتب ككتلة واحدة.
• ما هي اصعب المعارك التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟
- اصعب المعارك هو التعرض الذي واجهناه من قبل داعش عام 2014 في منطقة حصيبة، حيث كان الهجوم بـ (9) عجلات مفخخة في منطقة الملعب تحديدا، وقد انفجرت جميعها بوقت واحد، علما اننا كنا في شهر رمضان المبارك، وقد استمر الهجوم منذ وقت السحور الى ما قبل الافطار، ووقتها كنت انا ضابط الاستخبارات، اضافة الى ذلك رافق الهجوم عدد من القناصين المحترفين لداعش الارهابي، ولكن رغم صعوبة الهجوم وشراسته والظروف الصعبة التي واجهناها، الا اننا تمكنا من رده، ومنذ ذلك الوقت اكتشفنا ان داعش عبارة عن كذبة كبيرة.
• هل تعتقد ان معارك محافظة الانبار تختلف عن معارك الموصل؟
- نعم بالتأكيد، حيث ان محافظة الانبار كانت اشرس واكثر جرأة وخطورة من الموصل، لانهم كانوا في اوج قوتهم وعظمتهم في الانبار، الا ان الباطل لا يدوم وينتهي لا محال.
• من المؤكد انكم تستذكرون الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم؟
- بالتأكيد، لان الشهيد قدم اغلى ما يملك وهو الدم، وان الجود بالنفس اسمى غاية الجود، فانا اتذكر الكثير من الشهداء الذين ما زالوا عالقين في ذهني منهم العقيد جعفر من القوة الصاروخية، والمقدم محمد عبد السلام من قوة العقرب الذي يعد من الابطال، والشهيد وسام الشمري وعلي المياحي والمصور فاضل الكرعاوي والمقدم مرتضى الطفيلي والنقيب احمد سعدون.
• هل هناك كلمات او مواقف تحتفظ بها لهؤلاء الشهداء؟
- نعم هناك الكثير من المواقف التي نحتفظ بها، ومنها المنتسب علي من البصرة، الذي تم تحديد الاحداثيات للالتقاء بجهاز مكافحة الارهاب في معركة الموصل القديمة، وبالفعل تم ذلك، ولكن احد القناصين الدواعش كان   هناك وقام بقتله.
بعدها تجولنا في قاعة الشهداء في فرقة الرد السريع وتم استعراض سريع لمسيرتهم ومواقفهم البطولية، ثم سألناه:
• ما هي عدد الاصابات التي تعرضتم لها؟
- اتشرف وافتخر بانني كنت في الخطوط الامامية في المعارك، ولذلك تعرضت نتيجة لذلك الى (3) اصابات في مناطق الصقلاوية والفلوجة واخيرا في منطقة حي الانتصار، حيث كنت حينها امر فوج الاستطلاع، حتى انهم ابلغوا الجميع بأني استشهدت، ولكن كانت ارادة الله اقوى، حيث عدنا للحياة لنكمل المسيرة.
• كيف ترى العمل في مدرسة تدريب القوات الخاصة؟
- لقد تم تكليفي بمنصب آمر مدرسة تدريب القوات الخاصة في فرقة التدخل السريع وان شاء الله سوف انجز الواجب المكلف به كما انجزت الواجبات السابقة بنجاح وتميز.
• ما الشيء المميز في هذه المدرسة؟
- ان دورة الضباط العالية تميزت بوجود اعداد كبيرة، لذلك تم توزيعهم على مراكز التدريب وكانت حصة فرقة التدخل السريع المتمثلة بمدرسة تدريب القوات الخاصة مجموعة لا بأس بها، حيث اعطيناهم دروسا متنوعة في الـ(selection) والصاعقة والتدريب الاساس والرماية، وكذلك تعليمهم روح الصبر والقتال خدمة للعراق العظيم.
• هل تشتاق الى ايام المعارك؟
- بالتأكيد، رغم صعوبتها وشدتها وفراق الاعزة والاحبة، ولكن العراق يستحق كل التضحيات.
• حدثنا عن القاعة الالكترونية في المدرسة وبماذا تتميز؟
- ان هذه القاعة تقوم بتهيئة الطالب الكترونيا قبل الذهاب لميدان الرمي وتلافي السلبيات التي تحصل خلال الرماية الحقيقية الميدانية، حيث يتم تعليمه في هذه القاعة كيفية الرماية بالمسدس وبالبندقية الكلاشنكوف وكذلك الرماية بالـ(BKC)، وبذلك فان الشخص يكون مهيئا وجاهزا بنسبة 70 – 80% قبل الذهاب للميدان.
• هل يحتوي السلاح على ذخيرة حية؟
- كلا، العملية الكترونية بحتة ولكن السلاح حقيقي، ويتم فيه كافة الفعاليات والاجراءات المعتمدة في الاستخدام، مثل سحب الاقسام والرمي التي يتم ربطها الكترونيا.
• كيف يتم التعامل مع موضوع اصابة الاهداف والدقة؟
- هناك الية الكترونية موجودة من خلال شاشة معروضة امام المتدربين، حيث في حالة اصابة الهدف في الشاشة، سوف يتحرك الهدف الكترونيا، علما ان الطالب يقوم برمي (15) اطلاقة الكترونيا، ويتم حساب دقة الاصابة وعلى اساس ذلك يتم تقييم الطلاب بالرماية، ووضع تسلسل خاص بهم.
• هل هناك تقييم عام للطلاب في الدورة؟
- بالتأكيد، يتم تقييم الطلاب ووضع تسلسل خاص بهم، فهناك الاول والثاني والثالث وهكذا، وهذا امر مفيد للطالب في التقييم مستقبلا، فانا اتذكر قبل حوالي (23) سنة كنت الاول على دفعتي.
مبينا: اننا نقوم باختيار العشرة الاوائل، فالاول والثاني والثالث يحظى بشرف لقاء ومصافحة معالي وزير الداخلية خلال حفل التخرج ومن الممكن ان يتم وضعه في مكان ومنصب جيد يستحقه وله الاولوية على الاخرين.
• عند رؤية التدريبات والاجراءات المتبعة فيها، وجدنا الانضباط والالتزام، فهل هناك قسوة ضد الطلاب؟
- كلا، ان اساس مدرسة تدريب القوات الخاصة وكل المدارس الاخرى هو الضبط، حتى اننا وضعنا يافطة في باب النظام مكتوب عليها « لا تنس الضبط العسكري»، لانه من خلال الضبط يصبح كل شيء منتظما.
• حدثنا عن هذه العصا التي تحملها دائما؟
- هذه تسمى عصا التبختر، فكل ضابط من آمر المدرسة الى الملازم يقوم بحملها، كما اننا نقوم بتعليمهم في منهاجنا كيفية التبختر والمشي بها، اضافة الى الوقوف بالاستعداد والاستراحة والتأبط بها، وكل ذلك ضمن المنهاج التدريبي الذي وضعته وزارة الداخلية – مديرية التدريب والتأهيل.    
 

المشـاهدات 2617   تاريخ الإضافـة 27/11/2023   رقم المحتوى 43303
أضف تقييـم