الخميس 2024/5/9 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
العراق يحتفي بـ(فاروق هلال)... وهلال ينشد “بلدي”
العراق يحتفي بـ(فاروق هلال)... وهلال ينشد “بلدي”
فنية
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

قاسم ماجد 

قبل أسابيع كتبت عن ظاهرة تكريم الفنانين, وطالبت الجهات الفنية المختصة  بالاحتفاء بهم أسوةً بما  تفعله السعودية اليوم وها هي اليوم الفرقة الوطنية للتراث  تتصدر المشهد باحتفائها بمعلم الأجيال (فاروق هلال) ,لتقدم لنا ليلةً لم تسبقها ليلة من قبل من حيث التنظيم والجمهور الغفير الذي حضر , قدمت فيها كرنفالا مبهجا  لبعض ألحان الفنان (فاروق هلال), فصدح المغنون الشباب بأصواتهم العذبة وقدموا نتاجات من مراحل مسيرة هلال.  فكل أغنية كانت تعبر عن مرحلة وحقبة عاشها  المعلم هلال ونقلونا إلى زمن الستينيات من خلال أغنية (يا صياد السمج)  و(كلمن  يحن لهله)  بصوت خميس عبد الوهاب وحوراء ..تذوقنا طعم السبعينيات من خلال  أغنية(تعاليلي) (سألت عنك) و(كالولي راح) بصوت احمد الحيالي  ومنار دريد وكرار نوري.  واستنشقنا رائحة الحداثة والانطلاقة العربية في أغنية (كبر ما شوفك) و  (علمني عليك) بصوت ليث البغدادي اسماعيل مصطفى ,وتلذذنا بطعم العاطفة في الأغنية الوطنية وحداثة القصيدة التسعينية من خلال قصيدة (بلدي).  وتلمسنا روح التجلي والتلاعب في المقامات والدرجات  الموسيقية المركبة في قصيدة (اللوحة) بصوت كرم ثامر لحنها الأستاذ فاروق  عام ٢٠٢٣  قدمت لاول مرة .حينها كانت الأجواء البغدادية صرفة تحمل  روح كل فترة عاشها  الملحن ...كيف لا وهو الذي تربى في بغداد وبين أزقتها . كان الحفل مبهراً من حيث  التنظيم وشكل الفرقة والانسجام في الآلات  و الأصوات. و لفت انتباهي الدقة في العزف فعلى الرغم من أنَّ الفرقة يتجاوز عددها خمسين عازفًا إلا أنها كانت منسجمة  من حيث الصوت ..وهذا يمثل الجهد الكبير الذي تحمله المايسترو (علاء مجيد)  لما بذله من جهود استثنائية في البروفات التي دامت لثلاثة شهور. و على الرغم من  صعوبة الألحان إلا أنها عُزِفَت بحرفية ودقة عالية ,وهذا يحسب  للقائد والعازفين  ما يدل على أن هناك جهودا كبيرة بذلت ابتداء من العازفين إلى الهندسة الصوتية التي كانت مدهشة ,وكذلك  الجنود المجهولين  المنظمين لهذا الكرنفال . وعلى الرغم من الامكانيات البسيطة التي رصدت لهذا الاحتفال الا انه  كان  حفلا رائعا في كل شيء, والأجمل  في الاحتفالية هو تفاعل الجمهور الذي كان يغني طوال فترة حفل الغناء. وحين دخل المعلم فاروق إلى المسرح  وقف الجمهور لمدة خمس  دقائق وهو يصفق ويحيي هذا الشيخ الكبير  الذي تحمل  عناء السفر للحضور احتراما لهذا الحدث الكبير. 
 هذه الحالة هي ليست جديدة على  الجمهور العراقي صاحب الارث الحضاري الممتد لآلاف السنين. وهي رسالة إلى كل العالم بأن العراق مايزال  قبلة الفن في العالم العربي مهما تكالبت عليه المؤامرات الخارجية.
  و حين جلس الأستاذ فاروق ينشد  أغنيته الشهيرة (بلدي) امتزج الفرح في البكاء من قبل الحاضرين ,وبعد الانتهاء من الغناء وقف الجمهور مرة أخرى يحيي ويصفق  لهذا الهرم العراقي  الثمانيني الكبير صانع النجوم.
 تعد هذه الاحتفالية بمثابة ولادة  لنهضة فنية جديدة  ,ورسم خط جديد لاحياء التراث العراقي الأصيل, و تكريم المبدعين ودعم الشباب لتقديم نتاجاتهم  من خلال المشاركات في الغناء . شكرا لوازة الثقافة .. شكرًا لكل الفنانين الذين شاركونا من خلال العزف والغناء كنتم رائعين وتستحقون أن ترفع لكم القبعة.
 

المشـاهدات 2591   تاريخ الإضافـة 04/03/2024   رقم المحتوى 44710
أضف تقييـم