الخميس 2024/5/9 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
كوكب حمزة ...خذله الوطن وانصفه الشعب
كوكب حمزة ...خذله الوطن وانصفه الشعب
فنية
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

الفنان قاسم ماجد

قبل أيام رحل عن عالمنا الفنان الكبير (كوكب حمزة) ولهذا الكوكب سجل كبير وتاريخ طويل من النضال, فهو من عائلة معروفة بمقارعة الدكتاتورية وقدمت العديد من الشهداء ,أولهم  شقيقه عزيز وابنه علي وعلى أثر ذلك غادر كوكب بعد ما رحلت والدته  بحسرتها وصادر النظام أمواله, مما اضطره إلى الهروب خارج العراق والالتحاق بقوات الأنصار وكوكب صاحب منجز نوعي كان ومايزال في ذاكرة الفن العربي والعراقي لما قدمه من أصوات  جديدة أمثال حسين نعمة ، وسعدون جابر ، ورياض احمد وأسماء المنور  وآخرون. وجاء بلون غنائي معاصر لا يشبهه لون اخر من حيث البناء والشكل الموسيقي. وعلى الرغم  من ابتعاده عن الوطن لكنه حاول جاهدا تقديم الأجمل وعاش سنين من  الصراع  مابين الاغتراب و المرض على إثر ذلك فارق الحياة. 
وجاء خبر رحيله كالصاعقة... تجمع الناس من جميع أنحاء العالم  للمشاركة بتشييع جثمان هذا الكوكب في مكان إقامته في الدنمارك وفي سوريا والسويد.. هناك تمت إقامة مجالس العزاء على روحه  وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر رحيله إلا في  العراق للأسف كان الموقف مخجلا لا يليق  بقامة فنية كبيرة. ولم تبادر  وزارة الثقافة متمثلة بوزيرها ودائرتها الموسيقية بنعي ولو بسطر واحد,  حتى نقابة الفنانين اكتفت  بإقامة مجلس عزاء خجول وبسيط ليومين في جامع ابن بنية, ولم تقدم حتى قطعة حلوى أو مأدبة إفطار لقراءة سورة الفاتحة على روح الفقيد ، وكذلك الحزب الشيوعي اكتفى بإقامة تأبينية فقيرة والكثير مندهش ومستغرب  لماذا لم يقم لهذا الصرح الكبير تشييع رمزي كبيرفي بغداد أسوة بالفنانين الذين رحلوا قبله أمثال ياس خضر ومظفر النواب وكريم العراقي ورضا طارش وآخرون.  ولا أعرف ما القياسات التي استندوا عليها في تشييع بعض الشخصيات وإهمال آخرين ..هل الذين  أقامت المؤسسات الفنية تشييع لهم هم أكبر من كوكب فنيا ونضالا.. الحقيقة للآن لم نجد تفسيرا لذلك! 
لكن بالمقابل اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي لمدة ثلاثة ايام في النعي والحداد من خلال تقديم سيرة حياته و بث أغنياته. لذا أقول كل المناصب ذاهبة (الوزير ، والمدير...)  لكن الفنان الحقيقي صاحب الموقف والمبدأ هو الذي  سيظل  شاهقا  في ذاكرة  و تاريخ الشعوب فكم من وزير أو رئيس ذهب واسم المبدع ظل شاهدا على مر  السنين.
  استريح أيها  الكوكب من غربتك الطويلة ,وأنت الذي كنت تحلم في بلد آمن,  ولا تحزن لأن  المؤسسات الفنية خذلتك.. لكن بالمقابل الشعب العراقي الذي نذرت عمرك له أنصفك ورفعك إلى الأعلى  وأنت واحد من الفنانين الذين تركوا أثرا فنيا وتاريخا نضاليا مشرفا.
 

المشـاهدات 976   تاريخ الإضافـة 15/04/2024   رقم المحتوى 45248
أضف تقييـم