الخميس 2024/5/9 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
« لص» جلده ضميره واعتذر ليبريء ذمته.. والمعنى في قلب الشاعر!!
« لص» جلده ضميره واعتذر ليبريء ذمته.. والمعنى في قلب الشاعر!!
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

 شتّان بين الظلم والعدل وبين الإعوجاج والإستقامة وبين الصدق والكذب وبين الحقد والغلّ من جهة والصفح والتسامح من جهة أخرى.. وشتّان بين الإصرار والعناد على ارتكاب الخطأ والمعصية وبين الإعتراف بالذنب وطلب العفو والمغفرة. وبين النزاهة والفساد بون شاسع. يقول سيد البلغاء، أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في قصيدة عصماء ستبقى ترنّ في ذاكرة الناس الى يوم يبعثون أقتطف بعضاً من أبياتها:
لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً 
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ 
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ
وقال تعالى في محكم كتابه القرآن الكريم عن النفس البشرية( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)..
 والشيء بالشيء يذكر فإني مازلت أحفظ أبياتاً من قصيدة رائعة للشاعر المصري الراحل (أحمد شوقي) مذ أيام الدراسة المتوسطة ولحد الآن لمضامينها وروعة قصتها يقول فيها:
وَقَفَ الهُدهُدُ في                بابِ سُلَيمانَ بِذِلَّه
قالَ يا مَولايَ كُن لي           عيشَتي صارَت مُمِلَّه
متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ                   أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه
لا مِياهُ النيلِ تُرويها            وَلا أَمواهُ دِجلَه
وَإِذا دامَت قَليلاً                   قَتَلَتني شَرَّ قتلَه
فَأَشارَ السَيِّدُ العالي          إِلى مَن كانَ حَولَه
قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً           وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه
تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَدرِ        وَذي الشَكوى تَعِلَّه
ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا                      سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه
إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً                   يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه
هذا بعض ما وددت أن يكون مدخلاً لقصة حقيقية بطلها مواطن كردي من أهالي السليمانية في إقليم كردستان العراق لم يشأ  أن يكشف عن هويته لفعل ارتكبه قبل(٣٠) عاماً عندما امتدت يده تحت وطأة ظروف قاهرة أن يسرق مبلغاً مالياً من أحد البيوت وكان ذلك تحديداً ما بين عامي(١٩٩٠_١٩٩٨).. هذا اللصّ النادم قام الأسبوع الماضي  وبعد  صحوة ضمير وجلد للذات  بطرق باب أحد المنازل  الواقعة في ناحية (سمود) على استحياء وهو يضع لثاماً على وجهه فخرجت له سيدة، وما أن صار قبالها حتى بادرها بتسليم كيس مغلق وغادر، وبين حالة الذهول والصدمة قامت الأسرة بفتح الكيس وإذا بداخله ظرف يحتوي على (٤٠٠) ألف دينار وهو ما يعادل حاليا ً(٣٠٠) دولارإ مع رسالة  اعتذار  مؤثرة باللغة الكردية طلب فيها اللص النادم مسامحته على سرقته مبلغ (٤٠٠) دينار سويسري مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي، وإنه كان مضطراً كون والده تعرّض لسرقة في منزله في حي (رزكاري). وكتب اللص ما نصّه: (لقد بحثت عنك بعد أن غيّرت منزلك في ناحية( سمود) لذلك  أعيد لك هذه الـ(٤٠٠) الف دينار وأتمنى أن تبرئني الذمة، ولم أكن أمتلك حينها أي دينار في جيبي وكنت بحاجة ماسة اليها).. ويبقى السؤال العراقي الكبير هل يفعلها اللصوص الذين تجاسروا على المال العام ونهبوا ثروة العراق ليكفّروا عن افعالهم الدونيّة ويعتذروا لكل الفقراء والمسحوقين من أبناء هذا الشعب؟.

المشـاهدات 615   تاريخ الإضافـة 24/04/2024   رقم المحتوى 45399
أضف تقييـم