* صباح الشيخلي

    ما نعرفه وقرأناه في ديباجة النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي الذي أبصر النور في السادس من آذار  عام (٢٠٠٦) والمؤلّف من (٣٢٩) نائباً  أن له واجبين رئيسين هما (تشريعي ورقابي)، وأن الجانب التشريعي يتعلّق أصلاً بتشريع القوانين بعد قراءتها. أما الرقابي فهو يتعلّق بالرقابة على أداء السلطة التنفيذية إضافة الى تنفيذ الصلاحيات والمهام الأخرى المناطة به.. وما نعرفه أيضاً أن البرلمان هو الممثل الشرعي للشعب العراقي بكل قومياته وأديانه ومذاهبه ومناطقه وهو أيضاً مدافع صُلب عن قضايا الوطن والشعب وإن من حقّه استضافة او استجواب أي مسؤول متورّط بملفات فساد مالي او إداري أو مساءلته في حال ظهور قصور أو خلل في عمله. ولكن بالمقابل فإن المطلوب من البرلمان إنجاز العشرات من القوانين والتشريعات المتكدّسة على رفوفه منذ الدورات التشريعية الماضية.. وهي لا شك تشريعات ذات صلة مباشرة بحياة الناس اليومية ومصالحهم وأرزاقهم ومستقبلهم وأن في تشريعها ووضعها موضع التطبيق الفعلي خدمة للشعب ولمصلحة الوطن. ونظراً لقرب العطلة التشريعية للبرلمان التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أيامٍ معدودة إذ سينتهي الفصل التشريعي الثاني ويدخل   في عطلة أمدها  شهران وهذا ما يجعلنا نتخوّف صراحة بأن  تكون هذه العطلة الطويلة سبباً يهدّد إمكانية التصويت على جداول الموازنة للعام الحالي (٢٠٢٤) في حال وصولها للبرلمان من الحكومة.. ويقول عضو مجلس النواب (محمد جاسم الخفاجي) في تصريح صحفي «إن من الملاحظات المثبّتة على الحكومة هي عدم إرسالها جداول الموازنة لحد الآن الى البرلمان ما يعني التأخير في كل المفاصل. ويمضي النائب الخفاجي بالقول: مؤكداً ومطمئناً إنه في حال إرسال الموازنة هذا  الأسبوع فسيعمد البرلمان الى تمديد فصله التشريعي.. ولأننا نتوسّم خيراً بالسادة النواب  وعلى ثقة أكيدة  بتغليبهم المصلحة العامة فوق أي مصالح ذاتية، فإننا نقول لهم: اعقدوا جلساتكم ولتتواصل ليلاً ونهاراً كي تنجزوا جداول موازنة العام الحالي حال وصولها إليكم وبالسرعة القصوى، ومدّدوا العمل واتخذوا قراراً شجاعاً يقضي بإلغاء العطلة  التشريعية نهائياً أو اكتفوا بعطلة أمدها شهر واحد، أو ربما أقل من ذلك، وتذكّروا إن شعبكم ينتظر على أحرّ  من الجمر هذه الموازنة لأنها تخصّه بالصميم وتتوقّف عليها الكثير من مفاصل الدولة وأنتم أعرف بها من غيركم، وأملنا كبير بأن تستكملوا دراسة كل القوانين والتشريعات وإنجازها، وتذكّروا إن أي قانون يُنجز أو تشريع يُقرّ يُحسب كإنجاز لكم فكونوا جيدرين بهذه المهمة وسوف نصفّق لكم بحرارة في حال نجحتم بذلك.

 أكرّر القول ثانية بأن الشعب يتطلّع لممثليه الذين انتخبهم ووضع ثقته بهم فلا تخيّبوا ظنّه وليكن إنجاز التصويت على جداول الموازنة للعام الحالي(٢٠٢٤) خير تأكيد بأنكم تعملون لخدمته.والسلام ختام.