
![]() |
جسر الصرافية .. أطول جسرحديد في العالم في أربعينات القرن الماضي.. جسر الصرافية يتفوق بالطول وروعة التصميم على جسر الحديد الواقع على نهر (الراين) بألمانيا |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : اعداد / حمودي عبد غريب يعتبرجسر القطار الحديدي الرابط بين منطقتي العطيفية من جانب الكرخ والأعظمية من جانب الرصافة الذي يطلق عليه البغداديون أسماء جسر العيواضية والجسر الحديدي وجسر الصرافية وهو الاشهر في التدوال بين الناس ويعتبر من أقدم جسور بغداد بعد جسر الشهداء الذي تم انشاؤه في 15تموز عام 1939وجسر الصرافية كان معداً للإنشاء في مدينة سدني الأسترالية الا أن وزارة الاشغال والمواصلات العراقية قررت شراء هيكله الحديدي وتعهدت به شركة (كوبربلايزرد) بادخال التحويرات المقتضية على هيكله الهندسي العام وتصميمه من جديد ودام العمل به لمدة عامين والمباشر به اواخر عام 1946 من قبل شركة (هولو) البريطانية وسددت الحكومة العراقية تكاليف العمل. يبلغ امتداد طول الجسر مع مقترباته (2166) متراً على جانبي الرصافة والكرخ فيما يبلغ الجزء الواقع على النهر (450) مترا وبهذا يعتبر أطول جسر حديدي في العالم انذاك الحقبة من الزمن الماضي متفوقا على الجسر الحديدي الواقع على نهر (الراين) بألمانيا حين كان يحمل الرقم القياسي بين الجسور العالم الحديدية بطول ( 1500) ليصبح الرقم القياسي لصالح جسر الصرافية الذي يتكون من سبعة فضاءات خمسة منها بطول 58 متراً وفضائين آخرين بطول 80 مترا فيما تبلغ سعة ممر المركبات (6) أمتار وسعة الممر العلوي المخصص للسكة الحديدية أربعة امتار ومن خلال التصميم والتنفيذ أهتم المصممون على أن يكون له ممران للمركبات مع إمكانية جعل خط السكة المتري خطا قياسيا من دون اجراء اية تحويرات عليه باستثناء تبديل قضبان السكة والعوارض الخشبية وملحقاتها ومن الجدير بالذكر ان سقف الجسر يتكون من الهياكل الحديدية الجاهزة حيث كانت مديرية السكة الحديدية تعتمد على استعمال الهياكل الحديدية الجاهزة لسقوف الجسور التي انشئت في تلك الحقبة وما قبلها.وكان التعثر الاول في تنفيذ بناء الجسر الذي اعتبر من قبل المواطنين الغاضبين على سياسة الحكومة بعد مقاومتهم أعلان التظاهر ضدهم منددين بسياسة الانكليز في إنتفاضة الوثبة سنة 1948 بسبب عقد معاهدة بورت سموث بين العراق وبريطانيا ومن ضمنها تشييد هذا الجسر وانشاؤه هو لخدمة الأغراض البريطانية فقام الغاضبون من المنتفضين بمهاجمة المهندسين الإنكليز والعمال الهنود الذين يعملون فيه ورموهم بالحجارة والقطع الحديدية ورميت بعض القطع الحديدية منه في النهر. وبعد تأسيس وزارة الاعمار ومجلس الاعمار رصدت له ميزانية خاصة لم تكن كافية لتنفيذه بالصورة المتفق عليها وفق الخارطة المعدة له أصلاً وبممرين للمركبات ذهابا وايابا وبينهما سكة الحديد لسير القطار إلا أن التنفيذ جاء بممر واحد للمركبات فقط وممر سكة الحديد واستمر العمل به حتى عام 1952 وجرى احتفال رسمي كبير بحضور السيد جميل المدفعي رئيس الوزراء آنذاك ويومها شاهد البغداديون ولاول مرة قطاراً يسير على جسر حديدي فوق نهر دجلة وأول من قاده سائق القطار الأقدم السيد (عبد عباس المفرجي) وبأشراف المتخصص الفني (ياس علي الناصر) لكونه متخصص بسير القطارات الحديثة.وفي التسعينات القرن الماضي تم تحوير الجسر ليتناسب وحاجة حركة المرور في شوارع بغداد ويصبح بإتجاهين للحد من الاختناقات المرورية...بعد أن استخدم الحديد الموجود في سكة القطار الملحقة في نفس الجسر لعملية التحوير كي يحتفظ الجسر برونقه وعراقته.وتعرّض جسر الصرافية العريق لتفجير انتحاري بشاحنة أدت إلى تدمير جزئي للجسر ومقتل ما لايقل عن 10 اشخاص وجرح حوالي 26 شخصا وسقوط عدد من السيارات في نهر دجلة والحاق أضرار بالمنازل المجاورة بالجسر ولاسيما من جهة منطقة العطيفية...ولكن الحكومة قررت تأهيل الجسر مجدداً واعادة الحياة له وبدأ العمل به بتاريخ 1/5/2007 وبأياد عراقية صرفة من عمال ومهندسين واستشاريين... وعادت الروح له من جديد ..وأصبح هذا الجسر بعد إغلاق جسر الأئمة بعد الحادثة المأساوبة لزوار الإمام موسى الكاظم عليه السلام ..ليتحول الى الممر الرئيس إلى مدينة الكاظمية لزيارة مرقد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، بالنسبة للزوار القادمين من الجانب الشرقي من بغداد.ولايزال العراقيون منذ خمسينات القرن الماضي يرون في هذا الجسر المعد لسير المركبات ومن فوقه يسير القطار الذي يضيف روعة وجمالية لهندسته المعمارية.. وظل الجسر احد أهم معالم بغداد واحد ابرز جسورها الذي ترك بصمة في نفوس كل العراقيين والبغداديين على وجه الخصوص. لا تزال الذكريات شاخصة أمامنا محفورة في الذاكرة.. وبقي جسر الحديد في الصرافية يشهد الاحتفالات الوطنية بمرور المسيرات النهرية والزوارق المضيئة بالنشرات الضوئية، فضلاً عن الألعاب النارية وغناء ورقص هواة الطرب وهم في القوارب في أحضان دجلة الخالد مبتهجين في الدنيا الزاهية لهم.بالقرب من هذا الجسر عاش مطرب بدوي في الأربعينات اسمه (سعيد عكار) الذي غنى (المولية) لمحبوبته التي شغفته حباً وردد الاغنية الشهيرة التي تقول:ـ |
المشـاهدات 2258 تاريخ الإضافـة 21/02/2019 رقم المحتوى 13549 |