
يا سياسيين .. عليكم بناء الإنسان اولا |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : علي صحن عبد العزيز بين فينة وأخرى تطلق تصريحات شتى عن بناء الانسان أو المواطن ، وهو ما يعرف ب (علم الانثروبولوجيا) والأسئلة تطول عن هذا العلم ، ماهي مواصفات ذلك الإنسان وما المقصود به عن إعادة بناء الإنسان في ظل ضبابية الشعارات (الرنانة) ، وبالحقيقة فإن الكثير يُعول على الجانب الاجتماعي والثقافي وأبعادهما دون الغوص في تشخيص الرؤية المستقبلية وما يريتبط بها من المهارات والقيم الأخرى، فهنالك هاجس وقلق في عملية البناء هذه ، ومنها نفس أو هدم الكثير من القيم ، بل وهنالك من يتوجس الحذر ماذا سيحدث ما بعد عملية بناء المواطن ، فالكثير من الحركات السياسية رفعت هذا الشعار وفق ما تريده في برامجها ونشاطاتها سواء على الساحة السياسية أو من خلال برامجها الانتخابية ولكن دون أي تطبيق عملي ملموس ، بل وكانت غايتهم المقصودة تحويل المواطن فى كل جغرافيا العراق الى تبني أهدافهم السياسية والصلاة حولها بغية تحقيق أغراضهم السياسية المتقاطعة مع الثوابت التي يؤمن بها عامة المجتمع ، ومن نقول بالإجابة على الأسئلة في مقدمة المقال ، ومن أجل إيجاد بناء وإصلاح جذري للمواطن هنالك خمسة ركائز يمكن من خلالها أن نسابق مجتمعات كثيرة فيما لو طبقت هذه الركائز ومنها ما يتعلق بإصلاح جذري وحقيقي ومملوس للنظام التعليمي في كافة المراحل الدراسية ، من خلال الإطلاع على تجارب عالمية كثيرة سبقتنا في هذا المجال ومنها التجربة التعليمية في فنلندا وكوريا الجنوبية والبرازيل ، فلقد سعت هذه الدول وغيرها إلى بناء الإنسان اولاً بحيث يكون التعليم ينتج انسانا متعلمًا ونافعًا لنفسه ومجتمعه بادىء ذي بدء من مزاولة عمل أو مهنة يزاولها ضمن تخصصه، أما الجانب الثاني من عملية إعادة بناء الإنسان فتكون ضمن محور الدين وإصلاح الخطاب الديني في المساجد وحتى في الكنائس بغية زرع وتفعيل الأخلاق والقيم العامة واحترام القانون والنظام، بل وحتى على مستوى ردم الخلافات التي تحدث بين العشائر ، والقضاء على الرشوة والمحسوبية ، وهذه المهمة لابد أن تكون بدون ملل أو كلل ، والجانب الآخر من عملية إصلاح الإنسان وبنائه فتكون من ركن مهم جدا وفعال وهو الإعلام المرئي والصوتي لكي يكون اعلامًا غير مؤدلج ينشر الحقيقة ويشخص الجوانب السلبية دون أي محاسبة قانونية شريطة أن يكون نقدًا موضوعيًا بعيدًا عن المحسوبية أو التنكيل والتشهير ، ولغرض أن يكون البناء متراصّا فلابد من دعم وإصلاح المؤسسات الثقافية بالنشر والإبداع ومنها الصحف والمجلات الورقية وكذلك قصور وأندية الثقافة، لتركز على إطلاق المواهب والطاقات لتدفع الشباب نحو الإبداع بما يفيد المجتمع ويبنى قيمه الانسانية والثقافية ،فالثقافة والأدب يستطيعان أن يكونا أهم مدارس لبناء الإنسان والمجتمع معا ، ولا يخفى على الجميع بأن أغلب الصحف والمجلات أعلنت افلاسها وسرحت الكثير من الصحفيين والاعلاميين ،وبقي عامل آخر يساعد في بناء الإنسان وهو ما يتعلق بالفن التشكيلي والسينما والمسرح لانهما عاملان مهمان يساهمان في تعزيز رسالة التسامح وقبول الآخر من خلال ما يطرح من رسائل مباشرة تخاطب الجميع ، ولا يمكننا أن نتغافل عن الأهمال الواضح لهذين الجانبين. |
المشـاهدات 569 تاريخ الإضافـة 12/06/2022 رقم المحتوى 36159 |