السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
رسالة من مواطن عراقي متقاعد الى مجلس النواب الموقّر
رسالة من مواطن عراقي متقاعد الى مجلس النواب الموقّر
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

صباح الشيخلي* 
أمس الأول الجمعة وأنا متّجه صوب الجامع في منطقتنا لأداء الصلاة، إلتقيت أحد المتقاعدين الذي أعرفه منذ زمن طويل ولكنه كان على غير عادته هذه المرة فدنوت منه وتجاذبت اطراف الحديث معه لمعرفة ما يُشغله لعلّي أقوم بما أستطيع من جُهد لمساعدته، لكنه فاجأني وهو يردّد البيت الشعري بصوت متحشرج وفيه غصة من الألم:
شكوتُ وما الشكوى لمثليَ عادةً
ولكن تفيضُ العينُ بعد امتلائها
ثم أردف قائلاً : هل قرأت الآية القرآنية (7) في سورة الزلزلة التي يقول فيها ربّ العرش العظيم : « فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره . وبعد أن فرغ من تلاوة الاية الكريمة أمطرني بسيل من الأسئلة التي هي أشبه بالعتب على المسؤولين والبرلمانيين: أترضى يا أخي العزيز أن يكون راتب المسؤول أو النائب اضعافاً مضاعفة ( بالملايين )  قياسا لما يتقاضاه المتقاعد من راتب شهري يتراوح مابين (400 ـ 500) ألف دينار ؟. وهل ان هؤلاء المسؤولون والنواب يواجهون ذات المعاناة ؟. عندما يذهب المتقاعد للعلاج في العيادة الخاصة أو شراء الأدوية باهظة الثمن ؟. وهل أن هؤلاء يأكلون ويشربون وينامون مثلما نأكل ونشرب وننام؟ أم أن حياتهم هي غير ما نعيشه من متاعب ومعاناة لا حصر لها ؟. ولماذا لم تُطبّق نصوص قانونية وُجِدت لإنصاف المتقاعدين ومنها المادتان (14 و 36) ؟. ومن هو المتسبّب في عرقلتها ؟. ثم قال لي : أتحدى أن يعيش أي مسؤول أو برلماني براتب قدره ( 400 ـ 500) ألف دينار .. فقلت له : والله أن راتباً شهرياً كهذا هو مصروف يوم واحد لأبن المسؤول أو النائب !! لكنه عاد ليطلق عبارة عتب أخرى موجهة لمن يعنيه الأمر بالقول : « ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».  وظل يتمتم بصوت مرتفع هذه المرة ومصحوب بالغضب واللوعة : إنه الظلم بعينه .. وإن للظالم صدراً يشتكي من غير علّة !! وقبل أن أهمّ بالمغادرة للّحاق بصلاة الجمعة استوقفني وهو يقول لي : دعني أفرغ ما في صدري من وجع وأتوجه الى الله مُحتسباً وأدعوه مخلصاً ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم وهو الشهر الذي تُستجاب فيه الدعوات بأن ينتقم الله من كل من ألحَق الأذى بالمتقاعدين وعرقل زيادة رواتبهم وحال دون رفع مستواهم المعيشي وساهم في خلو الموازنة العامة من أي زيادة لهم .. سأبقى أُدين كل من امتدت يده لخبز الفقراء وحرمهم من حقوقهم المشروعة والقانونية،  وأن يحفظ الله ويرعى كل من ينتصر لهم ويدافع لأجلهم ويسعى لتأمين حياة كريمة لهم واذكرّهم بقول نصير الفقراء الإمام علي بن أبي طالب (ع) : ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته). وأنا أودّع هذا المتقاعد أدركت بأنه حمّلني رسالة، وها أنا اليوم انشرها وأوجهها الى مجلس النواب الموقر.

المشـاهدات 82   تاريخ الإضافـة 19/03/2023   رقم المحتوى 41416
أضف تقييـم