النـص : علاء كرم الله
يحظى برنامج (تلك الأيام) الذي يعده ويقدمه الدكتور حميد عبد الله من على فضائية (utv) على متابعة كبيرة وكبيرة جدا حتى وصلت أعداد مشاهدات البرنامج الى الملايين! ، وبرنامج (تلك الأيام) ، هو مشروع لتوثيق التاريخ وكتابته بطريقة نقية خالية من الشوائب! ، وأقول خالية من الشوائب ، لأن التاريخ وكتابته يعد من أصعب المهام وليس من السهل أن يتصدى أي شخص لكتابة التاريخ وتوثيقه لأن التاريخ أصلا قابل للزيادة والنقصان والتحريف والتلفيق والتشويه وقلب الحقائق! ، لذا فليس كل ما وصلنا من التاريخ عبر آلاف السنين هو صحيح مائة في المائة! فهو يحتمل الخطأ والصواب في الكثير مما ورد وجاء فيه! ، لذا يجب التوقف عنده وليس تركه!. الشيء الذي تميز به برنامج (تلك الأيام) أن معده الدكتور حميد عبد الله ، أراد أن يختط طريقة جديدة في كتابة التاريخ وتوثيقه ، وهذه تحسب له ( كبراءة أختراع )! من وجهة نظري ، حيث لم يسبقه أحد بذلك ، وهو أنه أشرك المشاهدين في كتابة التاريخ وتوثيقه معه وجعلهم أول الشهود عليه! ، فبرنامجه رغم صعوبته وصعوبة ما يتناوله من مواضيع ومواد قسم كثير منها تعد ضمن المسكوت عنها! ، أو يراد لها أن تبقى مسكوت عنها!! ، ألا أنه جعل منه برنامجا مشوقا وكانك تتابع مسلسلا جميلا وتريد ان تعرف نهاية المسلسل! ، بأسلوبه الواضح والجميل ، فهو أعاد كتابة التاريخ وتوثيقه وتنظيفه من كل الشوائب العالقة به عبر الزمن بطريقة السهل الممتنع! . أن الشيء الذي جعل البرنامج محط أهتمام ومتابعة من قبل الملايين من المشاهدين هو المصداقية والحرص على الحيادية! ، فهو ينقل الأحداث والوقائع فقط أن كانت من ( تلك الأيام أو من هذه الأيام) ! ولكنه حرص منه يخضع كل ما يصله من وثائق ومحاظر جلسات ومذكرات وكتب ومنشورات وأخبار وأحداث ووقائع من هذا وذاك ، تحت مجهر التنقيح والصهر والسؤال ومتابعة شهود تلك الوقائع والأحداث والأخبار أن وجدوا! ، ثم يبقي الباب مفتوحا أذا أضطرت الحاجة والموضوع الى ذلك ، ودائما ما يكرر بأن حق الرد مكفول ! من قبل كل الأطراف وكل من له علاقة وورد أسمه بالموضوع والأمر الذي طرحه ، حتى يصل الى مستوى من النقاوة التاريخية للمادة التي يطرحها الى نسبة 75% كما يتمنى!! ، بما تحمله من مصداقية في مضمونها ، عند ذلك يمكن اعتمادها كمادة ووثيقة تاريخية . أرجو أن لا يفهم هنا بأني ، بصدد الدفاع عن الدكتور ومدحه ومدح برنامجه ومشروعه في توثيق التاريخ !! ، فهو ليس بحاجة الى ذلك ، كما وأنا وغيري من الملايين من المشاهدين والمتابعين لبرنامجه ، لم نعرف الدكتور ألا من خلال البرنامج! . أن الشيء الذي لابد أن نذكره هو أن البرنامج رغم الملايين الذين يتابعونه ويشاهدونه في العالم العربي وكذلك من العرب المقيمين في أمريكا واوربا ، ليس بالضرورة ان يحظى برضا الجميع! وهذا أمر طبيعي ( لأن أرضاء الناس غاية لاتدرك) وهذه الغاية لا يدركها الدكتور حميد ولا غيره! . وبالتالي أن الدكتور حميد بقدر ما حظي برضا وقبول الملايين الملايين من المشاهدين والمتابعين ألا أنه لم يحظ برضا (أصحاب تلك الأيام)!! ، ولا بقبول (أصحاب هذه الأيام)!! ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
|