السبت 2024/7/27 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
ثورة 14 تموز/ 1958 والإعلام الأمريكي والبريطاني
ثورة 14 تموز/ 1958 والإعلام الأمريكي والبريطاني
مقالات
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

 علاء كرم الله

                                    


تمر هذه الأيام الذكرى 66 لانبثاق ثورة 14 تموز المجيدة التي أطاحت بالحكم الملكي في العراق، ورغم مرور 66 عاما على انبثاق الثورة ألا أن ذكراها لا زالت عطرة لدى غالبية العراقيين ، وغير ذلك لدى البعض من أنصاف المتعلمين والمثقفين ، حيث لازال الأتهام ومع الأسف قائما من هؤلاء البعض على الثورة وزعيمها الشهيد عبد الكريم قاسم حيث يصفونه ويتهمونه بشتى الأوصاف والأتهامات ، ( واحدة من الأتهامات على زعيم الثورة الشهيد قاسم ، بانه كان دكتاتورا، بالوقت الذي يتناسون عن عمد بأنه أشتهر بمقولة // عفا الله عما سلف// والتي صارت على كل لسان ، وهي المقولة التي عفا بها عن كل من حاول أغتياله عام 1959 ، فهل العفو هو صفة الدكتاتور؟!) . وكذلك نوضح لمن يتهمون ثورة 14 تموز بأنها هي التي فتحت على العراق أبواب الثورات والأنقلابات وحمامات الدم! ، ولا أدري من يعتقدون ذلك  يتناسون عن قصد أو دون قصد ! ، أنقلاب الفريق بكر صدقي عام 1936  وثورة مايس القومية عام 1941 التي قادها رشيد عالي الكيلاني والتي راح ضحيتها الكثيرين ، وصدرت أحكام أعدام بحق آخرين ومنهم العقداء الأربعة الذين تصدوا للأحتلال البريطاني للعراق! ، لما عرف عنهم من وطنية وروح قومية وشهامة وشجاعة ، بعد أصرار (الوصي عبد الأله) ، على أعدامهم وتعليقهم في ساحة ام الطبول!! ، وهم كل من (العقيد صلاح الدين الصباغ ، والعقيد فهمي سعيد ، والعقيد كامل شبيب ، والعقيد محمود سلمان ). والمعروف أن أنقلاب بكر صدقي  ورشيد عالي الكيلاني ، حدث بسبب سوء الأوضاع السياسية والأقتصادية للبلاد  وفساد رموز الطبقة السياسية الحاكمة التي كانت تتحكم  بها وتسيرها الأرادة والأدارة البريطانية ، حيث أن الطبقة السياسية الملكية الحاكمة كانت تفتقد للأرادة الوطنية للعمل من أجل الوطن والشعب! ( وتحديدا الشعور بالسيادة الوطنية الكاملة على البلاد بخيراتها وثرواتها!!) ، على عكس ممن يتصورون بأن العهد الملكي كان ( كمرة وربيع)  كما يقال ويشاع عنه!!. ومن الجديد أن نذكر هنا : بأن عدد الحكومات التي تشكلت طيلة العهد الملكي الذي حكم العراق 37 عاما بلغت 59 حكومة!! ، وهذا العدد الكبير من الحكومات التي كان يشكل البعض منها لمدة شهر أحيانا ، ثم تسقط لتتشكل حكومة غيرها ! لا يدل على الديمقراطية بقدر ما كان يدل على الفوضى السياسية والصراع بين قادة الأحزاب والكتل السياسية! . أرى ومن وجهة نظري أن هذه النظرة الضيقة والمشوشة والمشوهة من قبل هؤلاء البعض على ثورة تموز وأتهام زعيمها بالدكتاتور ( بعد أن لم يجدوا غير هذه الصفة يلصقونها به) ، جاءت بسبب قلة معرفة  ومن كره وحقد أعمى لا داعي ولا يوجد أي مبرر منطقي له ، كما نقول في امثلتنا الدارجة ( حب وأحجي وأكره وأحجي!). ومن جانب آخر تاتي هذه النظرة الضيقة من قبل هؤلاء البعض الذي يكره ثورة تموز وقائدها وكل رجالاتها ، بلا دليل ولا وعي ولا أية اطلاع  على ما كتبه المؤرخون وكتاب التاريخ عن الثورة ورجالاتها وزعيمها ، أمثال ( المؤرخ / عبد الرزاق الحسني والدكتور حنا بطاطو، والمفكر البعثي المعروف حس العلوي، وغيرهم الكثيرين ممن كتبوا مذكراتهم وذكرياتهم عن الثورة ورجالاتها ، فالكثير من هؤلاء الكارهين لثورة 14 تموز، هم أشبه بالببغاء يرددون ما يسمعون بلا أية وعي! ، ومن الطبيعي أن تكون نظرتهم عن الثورة وعن زعيمها فيها الكثير من السطحية وعدم الحيادية وبنفس الوقت لا تخلوا من قساوة وتجني كبير على الثورة وزعيمها، وهم بالتالي ليسوا على صواب في نظرتهم وأتهاماتهم تلك! ، فهؤلاء وقعوا من حيث يعلمون ولا يعلمون تحت تأثير الأعلام الأمريكي والبريطاني والصهيوني الخبيث ، الذي عمل على تشويه ثورة 14 تموز منذ أنبثاقها عام 1958 وحتى سقوطها عام 1963 بتخطيط أمريكي بريطاني واضح ومعترف به! بالتضليل والتأويل وبالكذب والتلفيق وألصاق التهم ضد قادتها وزعاماتها ومحاولة التقليل من شأنها ومن حجم الأنجازات العظيمة التي حققتها الثورة للعراق وللشعب وخلال مدى لا تتجاوز الأربع سنوات! ، من بناء وتطور شمل كافة ميادين الحياة لكون ثورة 14 تموز، ضربت بشكل صادق وحقيقي ومباشر المصالح البريطانية والأمريكية خصوصا ومصالح الغرب عموما ، وهي بالتالي قضت على أكبر بؤر الأستعمار والرجعية والعمالة في المنطقة! . وفي الحقيقة أن ماكنة الأعلام الغربي والأمريكي والبريطاني والصهيوني التي ناصبت العداء لثورة تموز بالأمس ، هي نفس الماكنة الأعلامية  التي أربكت الوضع في العراق من بعد سـقوط النظام السابق عام 2003 ، ولا زالت لديها مساحة أعلامية كبيرة لبث سمومها وأفكارها وفرض سياستها الأعلامية ، عبر بعض القنوات الفضائية  ووسائل الأعلام ومواقع التواصل الأجتماعي! ، من خلال نشر الأكاذيب والشائعات والتضليل والتلفيق والتخويف والترهيب ، وتغييب الحقائق وتزييفها وقلبها! ، وزرع الفتن الطائفية وأثارة النعرات القومية والعرقية ، لا سيما وأن العراق لازال خاضعا لسلطة  الأحتلال الأمريكي والبريطاني بشكل مباشر او غير مباشر . لذا فأن من يتكلمون على ثورة 14 تموز ويلقون عليها تبعية ما وصل إليه العراق من خراب ودمار من بعد 2003 ، يأتي بسبب تأثير الأعلام الأمريكي والبريطاني والغربي الذي سمم أفكار الناس ونشر الكثير من الأكاذيب وألصاق التهم الباطلة على الثورة وزعيمها منذ أنبثاقها عام 1958 ، وظلت تلك الاشاعات والأفكار والتهم عالقة في أذهان هؤلاء وتناقلوا كرههم للثورة جيلا بعد جيل! بلا أي وعي أو فهم . والمضحك في الأمر، أننا نجد اليوم شباب من مواليد 2000 لم يفطنوا على زمن النظام السابق ( زمن البعث)! وكانوا أطفالا رضعا ولا يفقهون أي شيء عن أي شيء عمى الله قلوبهم وعقولهم بالجهل والتخلف ولكنهم يعيبون ويشتمون ثورة 14 تموز وزعيمها ويعتبرونها هي السبب فيما وصل إليه العراق الآن من خراب ودمار. ولله الأمر من قبل ومن بعد. 

المشـاهدات 181   تاريخ الإضافـة 22/07/2024   رقم المحتوى 46367
أضف تقييـم