السبت 2024/7/27 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
العقيلة زينب (عليها السلام) سيدة الصبر والنصر
العقيلة زينب (عليها السلام) سيدة الصبر والنصر
مقالات
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

عامر القريشي


تُكنى زينب عليها السلام بـ”أم الحسن“ و”أم كلثوم“.هي بنت علي بن أبي طالب من زوجته فاطمة الزهراء عليهما السلام .كما انتشر عدد من الألقاب لزينب، منها:زينب الكبرى، للفرق بينها وبين من سميت باسمها من أخواتها وكنيت بكنيتها.الحوراء،أم المصائب وسُمّيت اُمّ المصائب، لأنّها شاهدت مصيبة وفاة جدّها محمد رسول الإسلام  صلى الله عليه وآله وسلم ومصيبة وفاة اُمّها فاطمة الزهراء ومصيبة قتل أبيها علي بن أبي طالب ومصيبة شهادة أخيها الحسن بن علي بالسمّ والمصيبة العظمى بقتل أخيها الحسين بن علي عليه السلام من مبتداها إلى منتهاه وقتل ولداها عون ومحمد مع خالهما أمام عينها وحملت أسيرة من كربلاء إلى الكوفة وأدخلت على ابن زياد عليه اللعنة إلى مجلس الرجال وقابلها بما اقتضاه لؤم عنصره وخسة أصله من الكلام الخشن الموجع واظهار الشماتة وحملت أسيرة من الكوفة إلى الشام ورأس أخيها ورؤوس ولديها وأهل بيتها امامها على رؤوس الرماح طول الطريق حتى دخلوا دمشق على هذا الحال وادخلوا على يزيد في مجلس الرجال وهم مقرنون بالحال. وكذلك سميت الغريبة،والعالمة غير معلمة،والطاهرة،السيدة.كان للسيدة زينب دور بطولي وأساسي في ثورة كربلاء التي تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله، وكان دورها لا يقل عن دور أخيها الإمام الحسین عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم صعوبةً وتأثيراً في نصرة الدين. وأنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها وكان لها دور إعلامي، فأوضحت للعالم حقيقة الثورة، وأبعادها وأهدافها.لمَّا تحرك الإمام الحسين بن علي عليه السلام مع عدد قليل من أقاربه وأصحابه، للجهاد ضد يزيد بن معاوية،لعنة الله عليه فقد رافقته شقيقته السيدة زينب عليها السلام إلى كربلاء، ووقفت إلى جانبه خلال تلك الشدائد، و شهدت كربلاء بكل مصائبها ومآسيها ،و قد رأت بعينيها يومَ عاشوراء كلَّ أحبتها يسيرونَ إلى المعركة ويستشهدون.حيث قُتل أبناؤها وأخوتها     أمام عينيها. و بعد انتهاء المعركة رأت أجسادهم بدون رؤوس وأجسامهم ممزقة بالسيوف .وکانت النساء الأرامل من حولها وهن يندبن قتلاهن وقد تعلق بهن الاطفال من الذعر والعطش .و كان جيش العدو الجبان يحيط بهم من كل جانب وقاموا بحرق الخيام، واعتدوا على حرمات النساء والأطفال. وبقيت صابرة محتسبة عند الله مما جرى عليها من المصائب. وقابلت هذه المصائب العظام بشجاعة فائقة.لقد دخلت قافلة السبايا إلى الكوفة بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام بأمر من عبيد الله بن زياد عليه اللعنة الذي کان واليا علی الكوفة آنذاك ،فخرج أهل الكوفة للنظر إليهم، فصارت النساء يبكين وينشدن. فخطبت السيدة زينب خطبتها الشهيرة في أهل الكوفة قبل دخولها إلى مجلس ابن زياد،فقالت لهم زينب عليها السلام :»أتبكون فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة».وقد أشارت إلى الناس بأنهم هم المسؤولون عن قتل الإمام الحسين عليه السلام فقالت: «ويلكم أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟..  و كان كلامها عليها السلام غايةً في الفصاحة والبيان مستعينةً بآيات من القرآن وکلامها يفيض بحرارة الايمان. والقوة والصبر على قضاء الله وقدره فضج الناس بالبكاء والعويل.اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها، وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين أنها توفيت في سنة 62 هـ، لكن ذهب آخرون إلى أن وفاتها سنة 65 هـ، بالرغم من الاتفاق أن وفاتها كانت في يوم 15 رجب. وذكر بعض المؤرخين وسير الأخبار بأنها توفيت ودفنت في دمشق.فيما أكد آخرون أنها دفنت في القاهرة، فقد ذكر النسابة العبيدلي في أخبار الزينبيات على ما حكاه عنه مؤلّف كتاب السيدة زينب: أنّ زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلى المدينة أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق لعنة الله عليه انتقاض الأمر. فكتب إلى يزيد الملعون بالحال، فأتاه كتاب يزيد لعنة الله عليه يأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا، فقالت لها زينب بنت عقيل: يا ابنة عمّاه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء، فطيبي نفساً وقرّي عيناً، وسيجزي الله الظالمين، ارحلي إلى بلد آمن، و تشير الروايات  أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رحل من المدينة، وانتقل مع زينب إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية اسمها راوية وقد توفيت السيدة زينب عليها السلام في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها والمنطقة معروفة الآن بالسيدة زينب وهي من ضواحي دمشق.
 

المشـاهدات 160   تاريخ الإضافـة 23/07/2024   رقم المحتوى 46384
أضف تقييـم