السبت 2024/7/27 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
الفنان الإذاعي المبدع الزميل (وليد حبوش) و برنامجه الجماهيري الأثير (عيش اللحظة)
الفنان الإذاعي المبدع الزميل (وليد حبوش) و برنامجه الجماهيري الأثير (عيش اللحظة)
الأخيرة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

د . كاظم المقدادي

كثيرا ما يستوقفني الفنان الاذاعي المبدع  الزميل وليد حبوش  في برنامجه الجماهيري الاثير (عيش اللحظة) وهو العنوان الذي اختاره لنفسه لكي يغريك ويبعدك عن صخب الحياة ولو للحظات .
 الفنان وليد حبوش ،، يمنحك بطاقة سفر فنية مجاناً   لتسرح وتمرح على وهج  وألوان الموسيقي العراقية والعربية وحتى العالمية ،، ويتحفك  بكل ما هو جميل ومفيد من مفارقات وحوادث وحالات عاشها الفنانون من الگبنچي إلى محمد عبد الوهاب ،، ومن عبدالحليم حافظ وشادية  إلى كاظم الساهر ومائدة .. ثم يمر خفيفا عفيفا  وباختيارات ذكية من لمحات  على الوردي البهية ، ولا ينسى سخرية محمد الماغوط الشامية ،، وطارق حرب في سياحته البغدادية،، ثم اهتدى اخيرا إلى المقامات المقدادية .
وليد حبوش ،، يقدم كل ما هو جديد ومثير ، برشاقة اللغة وسرعة البديهة ،، من اجل إبعاد  مستمعيه عن السياسة وجدلها العقيم ،، وليكون قريبا من الناس بقلب عراقي سليم . هذا الفنان والكائن الإذاعي ،،عجيب في امره  ،، غريب في قدراته ،، هو بحق ارشيف فني متنقل   ومكتبة موسيقية تستوقفك بتأمل ،، مكتنزة تحتفظ ببنوك معلومات مفيدة عن الاغنية العراقية والعربية والعالمية ،، بموسيقاها وألحانها وأصواتها وكلماتها ،، ويأسرك وعلى مدى ساعتين في استديو صغير بحجمه ، لكنه كبير بعطائه .
وتظل انت المستمع متورطا بمتابعته .. لأنه وببساطة يقدم لك قصة فنية ، تماما كما نقدم نحن معاشر الصحفيين قصتنا الإخبارية .
كانت اول لقاءاتي بالزميل وليد حبوش في اذاعة سومر وكانت معه الزميلة الإذاعية اللبقة فريدة .. وافترقنا ببسبب سفري إلى عمان للتدريس بإحدى جامعاتها .
اتذكر صديقي  الإذاعي المعروف الاستاذ سعاد الهرمزي وبرنامجه الأثير الذي تناول فيه توهجات النغم في الاغنية البغدادية والعربية ، وعندما توفى الهرمزي حاول الزميل نهاد نجيب مواصلة مشواره  الفني بأسلوب الهرمزي.
وليد حبوش . لم يقلد احدا ،، لان البرامج الإذاعية التي قدمها لم تكن موجهة إلى نخبة المثقفين المتذوقين للفن الغنائي فقط ،، بل نزل إلى الشارع  فجعل من المواطن العادي و المستمع غير المهتم بالتراث الغنائي مستمعا مشاركا ومتفاعلا مع الاغنية ،، بعد ان ادخل اللحن والكلمات وصوت المطرب إلى معترك الحياة اليومية ،، يساعده بذلك المخرج الإذاعي الموهوب حسن عماد .
بهذا التفاعل المتواصل ، وعلى مدى خمسة ايام  نقل وليد حبوش اذاعة الرابعة من الاستوديو إلى البيوت والى الشارع والى المقهى وحتى داخل السيارات .
الفنان وليد في برنامجه ( عيش اللحظة) نجح في اجتياز التحدي الكبير الذي تواجهه وسائل الاعلام  اليوم من صحافة ورقية وإذاعة وتلفزيون .. وما نطلق عليها المقروءة والمسموعة والمرئية.. نجح في اعادة الاذاعة إلى المستمعين ، بعد ان سيطرت مواقع التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الاتصال على اهتمامات المتلقين .
الفلسفة الإذاعية التي تحث المستمع على المشاركة ، لها مفاهيم لإنتاج  المعنى ،، والمعنى حياة .. وعيش اللحظة  هي فلسفة ايضا في معنى انتاج الرسالة ،، من  المرسِل إلى المرسَل اليه وما بينهما رجع  الصدى .
الراديو الذي اخترعه الايطالي ماركوني في 1901 .. هو بلا جدال ، كان الاختراع المهم وهو افضل وسيلة اعلامية ،، لأنه  عرف كيف يصمد وكيف يدافع  عن نفسه ويستحوذ على قلوب الناس اجمعين .
الاذاعة خرجت إلى الفضاء الخارجي ، بعد ان تم تصنيع الراديو الصغير بحجم الجيب ، ويعمل بطاقة البطارية الصغيرة،، ولهذا وجدت لها مكانا داخل السيارات والقطارات والطائرات وكل وسائل النقل المتاحة.
وليد حبوش يتحرك ويفكر بعقلية الاذاعة .. كيف صمدت وكيف تطورت وكيف حافظت على جمهورها ، والاجمل  انه يحب مهنته بشغف ، ويخاطب المستمعين بتلهف .. حين يتملكه شعور خفي وهو  يجلس امام الميكرفون ،، ويضع السماعة فوق رأسه..  انه  شعور المقبل على مائدة شهية فيها كل ما لذّ وطاب.. و الفنان وليد لا يتوانى من  تقديم عزومته  اليومية بانتظام الى جميع مستمعيه الكرام .
 

المشـاهدات 137   تاريخ الإضافـة 23/07/2024   رقم المحتوى 46385
أضف تقييـم