السبت 2024/7/27 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
نايم المدلول حلوة نومته .. وزراء كهرباء سابقون يعيشون في أوروبا وينعمون بـ (البرودة) .. مطلوب محاسبتهم
نايم المدلول حلوة نومته .. وزراء كهرباء سابقون يعيشون في أوروبا وينعمون بـ (البرودة) .. مطلوب محاسبتهم
الأخيرة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

* صباح الشيخلي
   في بداية كل موسم صيف في العراق يتصاعد الغضب الشعبي والاحتجاجات في اغلب مدن البلاد وخاصة في الوسط والجنوب للمطالبة بإيجاد حل لمشكلة تردّي وتذبذب التيار الكهربائي وكانت ذروة هذه الاحتجاجات الشعبية هذا الصيف الذي امتاز بارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة التي لامست درجة الغليان. كما تصاعدت مطالب العراقيين بمحاسبة كل المسؤولين الذين يقفون خلف هذا الانهيار في منظومة الكهرباء وخاصة وزراء الكهرباء منذ عام (2005) ولحد الآن وكشف ملفات الفساد المالي والاداري في قطاع الكهرباء وإحالة المتورطين الى القضاء لينالوا الجزاء العادل الذي يستحقون خصوصًا إذا ما عرفنا أن حجم الإنفاق على هذا القطاع الحيوي بلغ (85) مليار دولار وهو ما يستدعي مساءلة كل مسؤولٍ معنيٍّ عن سوء الإدارة والفشل الذريع والفساد .. إن أحد أسباب تردّي البنية التحتية لقطاع الكهرباء يكمن صراحة في ذلك الخطأ الفادح والمقصود طبعًا وهو إنشاء محطات لتوليد الكهرباء في مناطق مختلفة من العراق تعتمد في تشغيلها على الغاز المستورد من دول مجاورة ما تسبب بانقطاعات متواصلة جرّاء نقص امدادات الغاز المستورد لأسباب عديدة اضافة الى استهداف أبراج نقل الطاقة الكهربائية من قبل جهات ارهابية، وكذلك المبالغة في اطلاق تصريحات غير واقعية وغير دقيقة، ويتذكّر العراقيون تصريحات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة (حسين الشهرستاني) في الثاني من نيسان عام (2012) التي قال فيها إنه يأمل أن يصل اجمالي انتاج الكهرباء قبل نهاية (2013) الى نحو (20) ألف ميغا واط بما يؤمن تلبية حاجة البلاد من الطاقة بالكامل بل والسعي الى تصدير الفائض الى الدول المجاورة . وبمرور الأيام والسنوات اتّضح إن ما قاله الشهرستاني هو مجرّد هواء في شبك، وراح العراقيون يتندرون على تلك التصريحات لحد الآن .. مثلما يتذكّر شعبنا أيضا كيف أقدم وزير الكهرباء السابق (ماجد حنتوش) على تقديم استقالته من منصبه الى رئيس الوزراء يومذاك (مصطفى الكاظمي) اثر تقلّص ساعات تزويد المواطنين بالكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت الـ(50) درجة مئوية، والحق يقال، إن أغلب رؤساء وزراء العراق قد وقعوا عقودًا أولية (مذكرات تفاهم) أو عقودًا ثانوية (إعادة تأهيل) ولكن من دون بناء محطات عملاقة من قبل شركات عالمية متخصصة في مجال الكهرباء، وظل خط الربط الكهربائي (العراقي – التركي) متوقفًا منذ العام (2004). ولكن والحمد لله، فقد دشّن رئيس الوزراء السيد (محمد شياع السوداني) أمس الأول هذا الخط البالغ طوله (115) كيلومتراً لتغذية المنطقتين الوسطى والشمالية بـ(300) ميغا واط، ضمن رؤية البرنامج الحكومي للربط مع دول الجوار ومنها الجانب الاوروبي وكذلك الربط قبل نهاية هذا العام مع هيئة الربط الكهربائي الخليجي ليستكمل العراق تواصله مع منظومة الطاقة الاقليمية بما يسمح له بالتنوع والتبادل في مختلف ظروف ذروة الاحمال. ونقولها نحن في «البينة الجديدة» إن إدارة ملف الكهرباء والطاقة في البلاد كانت دون مستوى طموح العراقيين الذين راحوا يتساءلون عن أسباب عدم اللجوء الى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية حيث أنعم الله علينا بشمس مشرقة على مدار أشهر السنة وكذلك توليد الطاقة الكهربائية من الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة.
ونحن إذ نكتب في أجواء حارة لا نملك إلا أن نرفع الأكف متضرّعين الى الله تعالى داعين بأن ينتقم من كل وزير تسنّم مسؤولية الكهرباء ولم يقم بأداء واجبه بما يرضي الله تعالى وشعبه وضميره .. والمضحك المبكي إن من تسببوا بتردّي واقع الكهرباء يعيشون الآن في دول أوربية حياة مخملية ومرفهة ويتمتعون برواتب تقاعدية وامتيازات ضخمة بحدود الـ(40) مليون دينار وينطبق عليهم المثل الشعبي (نايم المدلول حلوة نومته) بينما المواطن العراقي الفقير يعيش على سطح صفيح ساخن.. ولكن تذكّروا إن (حوبة) العراقيين ستطارد كل من قصّر بحقهم الى يوم الدين.
 

المشـاهدات 165   تاريخ الإضافـة 23/07/2024   رقم المحتوى 46388
أضف تقييـم