الثلاثاء 2024/7/16 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
من يعيد الطيور العراقية المهاجرة الى أعشاشها؟؟
من يعيد الطيور العراقية المهاجرة الى أعشاشها؟؟
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

    أثارت التداعيات المؤلمة لغرق قاربين يقلان مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل الإيطالية بينهم عراقيون جملة من التساؤلات بشأن ملف  هجرة العراقيين للخارج وما يعانونه من مآسٍ وويلات ومنها الموت وسط أمواج البحار المتلاطمة بين الحين والآخر.. حكومة إقليم كردستان العراق أعلنت على وجه السرعة إرسال فريق الى أيطاليا، الأربعاء الماضي، التاسع عشر من شهر حزيران الحالي، وتشكيل غرفة عمليات بمشاركة وزارة الداخلية ومكتب العلاقات الخارجية بغية المتابعة الحثيثة عن قرب لتداعيات غرق القاربين قرب السواحل الإيطالية والتواصل مع المؤسسات الرسمية هناك من خلال زيارة المكان الذي شهد الحادث المؤلم.. ولم تحدّد الجهات الرسمية لحد الآن عدد الأشخاص الذين كانوا على متن القارب لكن المعلومات المتسربة تشير الى انتشال (14) شخصًا معظمهم من العرب السوريين والعراقيين وقد أمكن إنقاذ ستة آخرين.. وعلى وقع المأساة عادة ما تسمع تراجيديا الحزن واضحة من نبرات الأصوات، حيث أكد رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق السيد (فاضل الغراوي) الخميس الماضي إن الأمم المتحدة اعتمدت يوم (٢٠) حزيران من كل عام يوماً عالمياً للاجئين لتذكير العالم بأهمية حماية اللاجئين . وأورد الرجل أرقاماً صادمةصراحة بالقول: إن حوالي (١٤٨) مليون شخص اي ما يقارب(2,5%) من سكان العالم يعيشون خارج أسوار بلدانهم الأصلية  وأن (٣٧%) منهم لاجئون.. لكن ما هو مُفجع وموجع للقلب هو أن تسمع، والكلام ما زال للغراوي، إن (٤) ملايين لاجيء عراقي حول العالم موجودون بشكل رئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية  وألمانيا وبريطانيا والدول الأوربية وبعض الدول العربية.
 ولم ينته الأمر هنا فقد أشارت إحصائيات نشرتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين(  UNHCR)  لعامي(٢٠٢٢_٢٠٢٣) الى وجود (١٥٢١٤) ألف لاجيء عراقي مُسجلين في سوريا (شني هاي!!) و(١٦٩٩٣) في الأردن وأكثر من(١٠٠٠٠) آلاف في تركيا إضافة الى حوالي(١٣٢٠٠٠) ألف طالب لجوء لم يتم حسم قضاياهم  فضلا عن (٦٥٠٠) ألف لاجيء في لبنان.
 وبالعودة الى رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان (فاضل الغراوي) فإنه منذ العام (٢٠١٥ حتى٢٠٢٣) تقدّم (٧٥٧٣٢٣) ألف مواطن عراقي فوق سن (١٨)  عاماً بطلبات لجوء في دول أوربية وبالمقابل فإن العراق يستضيف حوالي (٢٦٠٠٠٠) ألف لاجيء سوري.. وإن البلاد شهدت خمس موجات لجوء تجاه الخارج بسبب الحروب والأوضاع الاقتصادية والأمنية وفي المقدمة من ذلك فترة تغوّل تنظيم داعش الارهابي الدموي في العراق.
 وفي ظل تلك القصص والأرقام المحزنة من حقك أن تسأل: هل يجوز أن يبقى العراق بيئة طاردة لأبنائه؟.. أليس من الظلم أن يبحث العراقي عن العيش الآمن في دول لا تمتلك موارد مالية وثروات وخيرات كما يمتلكها العراق (أبو الخير)؟ لكن الفارق ان هناك من يبني وهنا من يهدم.. هناك من استطاع بناء دول مزدهرة وهنا مازال الحبل على الغارب  والإنشغال بـ(القارش وارش).. فهل سنتحرّك كي تعود الطيور العراقية المهاجرة الى أعشاشها أم سيبقى المطرب العراقي صاحب الصوت الشجي ( سعدون جابر) يردّد:(ياطيور الطايرة.. مرّي بهلي..  سلميلي وشوفي شنهو أخبارهم).. لقد آن الأوان كي يعود العراقي الى أحضان وطنٍ أنجبه وعاش على أديمه وهو يدندن:
بلادي وإن جارت علىّ عزيزة
وأهلي وإن شحّوا علىّ كرام

المشـاهدات 723   تاريخ الإضافـة 23/06/2024   رقم المحتوى 46051
أضف تقييـم