عبد الزهرة البياتي 

     في كل موسم صيف يتصاعد الغضب الشعبي في وطني العراق بشكل طردي مع ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية.. في كل موسم صيف تتصاعد التصريحات وتتعالى الدعوات من هذا وذاك لإنهاء مهزلة الكهرباء وإيجاد الحلول لأزمة يبدو أنها باتت مستحيلة وليس في اليد حيلة رغم إنفاقنا اكثر من(٨٠) مليار دولار على هذا القطاع الحيوي منذ(٢٠٠٥)، ولحد الآن  والنتيجة (صفر باليد حصان)!!
المراقب الحصيف الذي يدقّق في أرقام وإحصائيات الإرشيف سيتوقف أمام حقيقة مؤلمة حقاً هي ان معظم الحكومات التي مرّت على البلاد لمرحلة ما بعد(٢٠٠٣) وفي المقدمة وزراء الكهرباء فيها  ومسؤولون كبار كانوا يطلقون تصريحات تهز (الگاع) لكن، تأكد للعراقيين أنها لا تعدو عن كونها (رنّة فناجين) و( سوالف دواوين)!!
 خلال السنوات الماضيات سمعنا من يقول،لنا: وهو (يهمبل) طبعاً، ان العراق قادر على إنتاج كفايته من الطاقة الكهربائية بما يؤمن حاجة البلاد  ويجعل العباد يعيشون صيفاً (مجرّش،ثلج وبخيخ بارد) وما زاد سيصدر خارج البلاد، ولكن كل تلك التصريحات ذهبت أدراج الرياح  وكأنك يا بو زيد ما غزيت!!
 وسمعنا عن مشاريع عملاقة لإستثمار الطاقة الشمسية في البلاد تحت عنوان الطاقة النظيفة وعندها ستصبح مناظر محطات التوليد الكهربائية الحالية مجرد أثاث منزلية،خرده!! ولكن (شفنا شمس بس ما شفنا ألواح شمسية)، واستمر مسلسل الضحك على الذقون!!
 وسمعنا عن مشاريع الربط الكهربائي بين العراق وأغلب دول الجوار ومنها الأردن والكويت ودول الخليج العربية وتركيا وإيران لكن ظل الربط بلا ضبط وجيب ليل واخذ عتابه!!
 في كل موسم صيف تتكرّر (الأفلام الهندية) ولكن بإخراج سيئ لأن العراقيين اكتشفوا اللعبة ولأن حبل الكذب كالعادة قصير!!
 الذرائع هي ذاتها والتبريرات تتكرّر  والتصريحات ما عادت تشفي الغليل وخاصة ما يتعلق بنقص الغاز الإيراني حيث يحتاج العراق ما بين(٥٥_٦٠) مليون متر مكعب يومياً منه ولكن ليس كل ما يتمناه العراق يدركه لأن ايران تحتاج للغاز  وشبح العقوبات الأمريكية يلاحقها وهو ما يحول دون تسديد المستحقات المالية المترتبة على العراق إلا بموجب سماحات وإعفاءات!!
باختصار: إن( سالوفة) الكهرباء يتحكم بها الفساد.. وعذرا انني لم اتحدث عن الطاقة المتولدة من حركة الرياح حيث ان هذا متاح ولكن بحاجة الى مفتاح وهذا خصم الحچي!!.