الثلاثاء 2024/7/16 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
ثورة العشرين.. والرفض العراقي للوجود الأجنبي الغاصب
ثورة العشرين.. والرفض العراقي للوجود الأجنبي الغاصب
كتاب الجريدة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

عبد الزهرة البياتي 

 تمّر اليوم، الأحد، الذكرى السنوية الرابعة بعد المائة لثورة العشرين العراقية الخالدة في(٣٠ حزيران ١٩2٠).. وأعترف لكم أولاً بأنني وبهذه المساحة المتواضعة لن أوفي تفاصيل حدث عراقي مزلزل تحت اقدام المحتل البريطاني الغازي للعراق ومحاولة تدجينه تمهيداً لضمّه الى دويلات ومستعمرات (التاج البريطاني) .. نعم لن اتناول هنا الحدث بكل تجلياته وأبعاده وتأثيراته وشخوصه لأن ذلك يتطلّب (مُجلداً ضخماً)، ضخامة الحدث ذاته وليس بمجرد (عمود صحفي)، ولكن لا بأس بتناول شذرات منه لاستذكار المعاني والدلالات والعبر والدروس، وفي المقدمة منها ان تلك الثورة ورغم ما أحاطها من ظروف بالغة الدقة والصعوبات  والتحديات استطاعت ان تنتهج خطاً ثورياً رافضاً لكل اشكال الاحتلالات والاستعمار البغيض بكل مسمياته.. وإنها،  أي الثورة، وضعت اللبنة أو البذرة الأولى في نفوس العراقيين المتطلعين صوب التحرّر من أصفاد العبودية والهيمنة الأجنبية والنأي بالوطن بعيداً عن(بساطيل ودبابات) المحتل خشية الا تدنّس أديمه وترابه المقدس..كما أسست الثورة لطريق قويم لا يقبل المهادنة والمساومة قوامه وفحواه إن العراق يجب أن يبقى مهمازاً للنضال والتحرّر من نير العبودية والخنوع للأجنبي المحتل.. وإن تضحيات العراقيين ستبقى سخيّة متى انتخاهم الوطن للذود عن حياضه وشرفه وكرامته وسيادته التي تأبى الذل والهوان.. وأن يبقى اسم العراق مُهاباً بين   البلدان، وكيف لا وهو سليل المجد والحسب .. ولن تنال من كرامته الجرذان!!
 والنقطة الجديرة بالإشارة هي إن الثورة لم تكن محصورة في منطقة دون غيرها بل إن لهيبها ودويّها كان يهزّ الأركان في كل بقعة ومكان من العراق، لهذا السبب اكتسبت دلالاتها بوصفها ثورة كل العراقيين بكل قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم ومناطق سكناهم على امتداد خارطة الوطن.
وما يؤسِف إن هناك من يُشكِل على الثورة عدم تحقيق كامل أهدافها المتوخاة ناسياً او متناسياً  إن واحدة من ثمارها هي تأصيل جذوة المطالبة بالتحرر والإنعتاق وهي احتجاج سيظل أواره متّقداً وإنها وضعت  قطار العراق على مسار السكة الصحيح وترسيخ التوق العراقي نحو بناء دولة مستقلة ذات سيادة وليست ذيلاً تابعاً لأي كيان آخر..
 إن استذكار ثورة العشرين يجب ألا يكون تقليدياً أو يمرُّ مرور الكرام بل يحتاج وقفة جادة ومسؤولة ويفضي الى تجديد التأكيد على الثوابت الوطنية ومنها ان الاحتلال الأمريكي للعراق هو شكل من اشكال الإستعمار والهيمنة وإن قبوله أو تسويغ مبررات وجوده غير مقبول إطلاقاً اليوم بعد ان رفض العراقيون الإستعمار الانكليزي (ابو ناجي) قبل(١٠٤) أعوام!!
 الرحمة والمغفرة لكل أبطال ثورة العشرين ومثواهم الجنة.. تحية لم قاوموا المحتل البريطاني بـ( الفالة والمگوار).. ولتبق ثورة العشرين درساً بليغاً لكل المحتلين.
 

المشـاهدات 539   تاريخ الإضافـة 30/06/2024   رقم المحتوى 46146
أضف تقييـم