![](images/logo2.png)
![]() |
الانتحـــــــــــــــــــــــــــار |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : منتظر الخفاجي كنا نستغرب حينما نسمع في الأخبار عن حالات الانتحار في المجتمعات الأخرى، ونستنكر طريقة تهويل المشاكل الصغرى بحيث يكون حلها الوحيد هو الانتحار. الآن أمسى حالنا حال تلك المجتمعات فتصاعدت حالات الانتحار في مجتمعاتنا وعلى أتفه الأسباب.ليس هنالك سبب حقيقي موجب للانتحار وإلا لرأينا له تشريعاً في الشرائع السماوية أو الوضعية، فلا يصلح أن يكون الانتحار حلاً لأي نوع من المشكلات والضغوطات أو أي كمٍ منها.كل الأسباب الدافعة للانتحار تتوحد بنقطة واحدة وهي الضغط الشديد، فحينما يتعرض الإنسان لضغط يتوهم أنه يفوق قدرته على التحمل فسوف يحاول التخلص منه وبأسرع وقت، فيرى أن الانتحار هو الحل الأنسب. ومؤكد أن هذه الضغوط نسبية فما يراه أحدنا ضغطاً شديداً قد يجده الآخر ضغطاً متوسطاً، وقد يَعدِل الإنسان العازم على الانتحار بكلمة واحدة تدفعه إلى إلغاء ما نوى الإقدام عليه أو يكون المانع ذكرى قدحت في ذهنه، إذن يبقى الانتحار هاجس قد يُدفع بفكرة أو بخاطرة.وعليه، ليس السبب في الانتحار هو الضغط الشديد وإنما هو ضعف التحمل، فمثلاً ابن القرية يمر بنفس مقدار الضغوطات التي يمرّ بها ابن المدينة وربما أشد فلماذا لا يفكر في الانتحار؟! والسبب هو قوة تحمله للشدائد، وجلادته حين المكاره.إن الأضرار التي يخلفها الانتحار لا تقتصر على المنتحر نفسه بل تعم عائلته وأصدقائه وكل من له علاقة به، فسوف يُخلّف ألماً في قلوب أحبائه لا ينتهي بأمدٍ قصيرٍ، بسبب تصرف أناني أقدم عليه الفرد أراد ان يتخلص من الألم حتى لو سبّب ألماً لغيره!!.ان الدَعَة والترف الذي يعيشه الفرد لهو من ضمن الأسباب الدافعة للانتحار، لأنها تتسبب بخلق إنسان ضعيف أمام الشدائد، انهزامي أمام الآلام.ولكيلا يصل الفرد لتلك النقطة الدافعة للانتحار والتي لا رجعةَ فيها، ويقاوم حالة اليأس التي يعيشها ويتغلب عليها، لابد أن يلتفت لبعض الأمور: |
المشـاهدات 354 تاريخ الإضافـة 03/07/2024 رقم المحتوى 46215 |