الثلاثاء 2024/7/16 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
الملــتــصـــقــــون بالـــمـــحـــامـــــــاة
الملــتــصـــقــــون بالـــمـــحـــامـــــــاة
مقالات
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :

زهراء حسن حسين الزيدي* 

  المحاماة مهنة سامية راقية فهي ليست مثل اي مهنة اخرى ، ففي المحاماة يظهر من شقوق الباطل الحق ،وان المحاماة مهنة العباقرة والجبابرة  ، حيث ان المحامي هو من يظهر الحق وهو من ينصر المظلوم ،وان للمحامي واجبات لا تكون لغيره ولا يجب ان يتنازل عنها ، فكيف وهذه الالتزامات والواجبات هي من تميزه عن غيره ، ان المحامي هو لسان العدالة ومنطقها فهو القضاء الواقف، ولذلك كان من الطبيعي ان يكون المحامي عالما بما يدور حوله في جميع العلوم والفنون، فهو القارئ والمثقف والمفكر المبدع ومن ثم فهو نصر العدالة ، فكيف بحال المحاماة اذا التصق بها ممن لم يكن اهلا لها؟ ان ما نعيشه اليوم هو ليست المحاماة في نظري وانما نحن في حقبة زمنية سيكتب التاريخ عنها زمن الملتصقون بالمحاماة ، فلقد كثر من يدعي انه محام ، نعم وهو في الاساس كذلك فهو يحمل هوية نقابة المحامين الذي تسمح له بمزاولة المهنة ولكن هذه الهوية وحدها لا تجعل منك محاميا ، وانما تسمح لك بفتح مكتبك الذي يحمل  لافتة كتب عليها بخط عريض (المحامي فلان) ويجيز لك ان تترافع في المحاكم ومراجعة الدوائر الحكومية  ، فكم من محام يفتقد فن الترافع ويفتقد الى فن كتابة اللوائح والعرائض، وكم من محام لا يجيد الترافع في القضية ، ويفقد الكثير والكثير من المهارات ، ولكن الاعظم ان يفقد نزعة احقاق الحق وابطال الباطل ونصرة المظلومة ، فيلوث المحاماة بافعاله الشنيعة التي تجعل العامة  تشير الى المحامين باصابع النصب وحب المال ، كما ارى ان بعض المحامين اتجه نحو الاعلام ونسي طريق المحاكم كما نسي طريق مكتبه، للاسف ارى البعض اختصر المحاماة في مكتب ذو هندسة فاخرة وباهضة الثمن  ، ومن ثم انطلق في المحاماة وهو لا يعرف من المحاماة الا اسمها ومكتبه الفاخر وهولاء  هم صنف المتفاخرون، اما الصنف الاخر فهم من امتطوا المنصات الاجتماعية يتحدثون عما هو دارج بين العامة منشغلون بأحداثهم ، ناسين خلفهم ما يحدث في مجالهم ومكاتبهم ، وغافلين عن بحوثهم وقراءاتهم القانونية وتطوير مهاراتهم ، وهؤلاء هم صنف الصورة الفارغة للمحامي ، يسوقون لانفسهم بصورة خفية ، وتكثر صور الملتصقين بالمحاماة واحوالهم، وهناك من المحامين من يعتقد بان الاربع سنوات التي نقضيها في كلية الحقوق كفيلة بان تجعلنا نتعلم القانون او حتى التدريب تحت يد محامي متمرس كافية ، لا ، فانت مخطئ تماما ، فهما بلغت فان القانون بحر ليس  من السهل ركوبه ومعرفة احواله وتطوراتها ، ان المحاماة فن من الفنون الجميلة الراقية السامية في روحها ،فمن يواكب تلك الروح فانها تسمو به نحو الاعالي ، لا تكن من الملتصقين بالمحاماة ، بل كن ممن ينهضون بها ويسمون مع سموها.

* محامية

المشـاهدات 308   تاريخ الإضافـة 07/07/2024   رقم المحتوى 46225
أضف تقييـم