الثلاثاء 2024/7/16 توقيـت بغداد
07901195815-07707011113    albaynanew@yahoo.com
جريدة يومية سياسية عامة مستقلة
لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة دينية أو سياسية
صاحب الإمتياز
ورئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
يُقسمون بأغلظ الأيمان أن ما يروّجون له من أدوية شافية وبضائع أصلية .. ولكن بـ “المشمش”
يُقسمون بأغلظ الأيمان أن ما يروّجون له من أدوية شافية وبضائع أصلية .. ولكن بـ “المشمش”
الأخيرة
أضيف بواسـطة albayyna
الكاتب
النـص :


   * صباح الشيخلي
 هذه ليست المرة الأولى التي أتناول فيها هذا الموضوع بالذات، فقد سبق لي أن طرحته مرات عدة ولكن في الإعادة إفادة كما يقولون، انطلاقا من حقيقة إنه ذو أهمية تستحق الطرق عليها مرة تلو أخرى طالما إنه يتعلّق بصحة الناس وأرواحهم كما يتعلّق بالغشّ والتزوير وعدم المصداقية وطالما إن المتضررين هم أناس كثر، وخاصة من المرضى الذين يعانون من آلام وأوجاع وحالات صحية لا حصر لها .. وعليه أكرر القول إن مواقع التواصل الاجتماعي وحتى بعض القنوات الفضائية منشغلة الأن، مع الأسف، بالترويج لأدوية يقول عنها من يجيدون فن الكذب والتمثيل إنها سحريّة وقادرة على الشفاء بعد ساعات من بدء العلاج .. والعجيب الغريب إنهم يطلعون أمام الناس ويقسمون بأغلظ الأيمان إن الدواء الفلاني له القدرة الفائقة على تنظيف الشرايين المسدودة بسرعة مذهلة وإنه لا داعيَ لمراجعة الاطباء والخضوع لعمليات القسطرة. وإن الدواء العلّاني فيه فاعلية كبيرة بحيث ما أن تتناوله حتى يزيل عنك ألم المفاصل والفقرات وما يترتب عليه من متاعب وصعاب بعد ساعات، وليس هذا فحسب بل يظهر أحدهم وهو يستعين بشخص آخر يدّعي إنه كان يعاني، مثلا، من تضخّم البروستات، لكنه بفضل الدواء الفلاني شعر  خلال أيام معدودة بالتحسّن الكبير، وإنه قرر عدم إجراء تداخل جراحي بعد الآن ويطلب هذا من المواطنين أن يسارعوا لاستعمال الدواء المذكور، ولا يتوانى من القسم بالله تعالى وبالقرآن الكريم إن ما قاله صحيح، والله على ما يقول شهيد، ناسيًا أو متناسيًا إنه ارتكب معصيةً وذنبًا كبيرًا عندما مارس الكذب و هو يعلم إن عقابه لشديد وإن حبله لقصير وإنه مهما طال الزمن فإن الزيف   لابد ان ينكشف.. والمفارقة هي إن هناك من يدّعي بإن العلاج الذي يعرضه قادر على معالجة التجاعيد والشيخوخة وإعادة الشباب لمن تعدّى التسعين، وكذلك معالجة هشاشة العظام أو تقوّس الظهر، بل ذهب بعضهم من النصابين الى ما هو أكثر من ذلك بالادعاء أن لديهم أدوية قادرة على معالجة الامراض المستعصية بسرعة البرق .. وأزاء حالة كهذه يقف المريض حائرًا ما بين الحقيقة والزيف، لكنه بالنتيجة يعود الى رشده و يحكّم المنطق ويقول في قرارة نفسه: لو صدق هؤلاء في ادعائهم لما وجدت الحاجة لتخريج الآلاف من الاطباء سنويًا، ولما وجدت الأدوية والصيدليات وليس هناك من مبرر لوجود وزراء للصحة أو وزارات لهذا الاختصاص!! وإذا ما تركنا قصة الأدوية والعلاجات فإن الجانب الآخر يتمثّل ببعض المروّجين لسلع وبضائع يقسمون لك أيضا برب العرش العظيم والقرآن الكريم إنها أصلية ومن مناشئ رصينة وعالمية مثل التأسيسات الصحية أو الكهربائية أو مساحيق التنظيف أو المناشف أو الجواريب وغيرها من السلع والبضائع، والقائمة تطول، لكن ما أن تصلك البضاعة أو السعلة وفق نظام (الدليفري) وتقوم بفتحها حتى تجدها خلاف ما رأيته وخلاف ما عرضهُ المُعلِن فالمناشف التي رأيتها وقال إنها قطنية هي في الواقع من قماش رديء أو نايلون وإن الجواريب بقياس الكبار ما هي إلا وفق قياسات الصغار، وإن المساحيق أو الصوابين أو المعاجين تقليدية وغير ذات جدوى.

وبالنتيجة بودنا أن نناشد كل الجهات المعنيّة للتصدّي لهكذا حالات وعدم التماهل أزاءها بأي حال من الأحوال لأن حماية المواطنين وخاصة المرضى واجب وطني وأخلاقي وشرعي.
 

المشـاهدات 282   تاريخ الإضافـة 08/07/2024   رقم المحتوى 46254
أضف تقييـم