علاء سالم الشياع

            
اعتادت جميع الامم والشعوب على تخليد احداثها التي تنتمي لها وتكون اس قضاياها. ويكون التخليد حسب التقاليد والاعراف المتعارف عليها.ووفق السياقات التي تخلد تلك الاحداث وتجعلها حاضرة في عقولها.وتستند بذلك الى  عمقها المعنوي والتاريخي.وتاثيرها المادي .بغية التركيز من اجل بناء عقائدها جاعلة منها مقدسة او غير مقدسة الا انها في كل الاحوال .تعد معلما رئيسيا من معالم أولئك الذين يمارسونها .فتتحول مع الايام الى ركن اساسي من اركان عقائدهم بل عنوان ذلك. وتعد ملحمة كربلاء صورة مجسمة من الصورة العالقة في العقول والقلوب.وتعد من اهم مميزات القائمين بها.وعلى وفق تصوراتهم وما يريدون ،لكي يمارسوا تلك الطقوس برغبة ملحة لانها تفسر لهم عمق انتمائهم للذي يمارس تحت عناوين مختلفة الا انها تصب في عنوان واحد وهو قضية كربلاء.تلك المدينه الصحراوية التي وصفت بانها كرب وبلاء.وشاءت الاقدار ان تكون اسما وعنوانا مميزا في خارطة الاسماء المهمة في التاريخ.فهي في العراق.قريبة من الكوفة التي ارسلت الى الامام الحسين نيابة عن العراق .ان اقدم الينا فنحن لك جند مجندة وعلى كامل استعدادنا ، لان تكون زعيما لنا يصحح الاعوجاج والانحراف الاموي الذي آذى الاسلام واساء له من خلال فعل معاوية الشنيع ،الذي اورث الخلافة الى ابنه  السارق المارق المنحرف.والذي يصفه المؤرخون بالماجن السكير صياد الاسود.ولا اعلم شيئا عما تتضمنه تلك التسميه.وهل فيها اساءة ام لا .ولكن هكذا قرأناها.علما باننا عرفنا ايضا ان الحمزه عم النبي كان صيادا للاسود ايضا.وهل ان تلك التسمية مثلبة ام لا لا نعلم بل وجدناها هكذا كلما ذكر.. المهم جاء الحسين باطفاله وعياله من المدينة الى كربلاء مستندا بذلك على حجم الطلب الذي دعاه فيه اهل الكوفة الامام الحسين كما اشرنا .ان اقدم اليهم.جاء وهو يحمل رسائلهم. وكان هدف الحسين من تلبية دعوتهم، هي ان ينصرهم وينصرونه دفاعا عن دين جده وابيه. بعد ان مر بارهاصات الحكم الاموي وانهيار القيم والاخلاق.وتدهور الوضع بكل تفاصيله.وخوفا من الردة وعودة الناس عن الاسلام الحديث العهد.خاصة وان الكثير منهم ومن قادتهم ، دخل الاسلام مرغما تحت حد السيف او عن طريق الترغيب والترهيب.فاختار جزء كبير منهم الانحناء للعاصفة ريثما تمر الامور بسلام .فانضم كثير منهم الى يزيد، وما ان وصل الامام الحسين الذي كان يمثل الرسول الكريم وابيه علي بن ابي طالب. الا ان حصل تمرد عليه وانقلب القوم بعد ان قتلوا مبعوثه وابن عمة مسلم بن عقيل.وكانت تلك الحادثة الغادره بمثابة الر  صاصة الاولى التي اطلقت على قلب  الامل الذي جاء من اجله سيد  الشهداء. للعمل على رفع الحيف والظلم عن الاسلام الحنيف،واخذ زمام الامور وتصحيح المسار وفق اهداف الاسلام المحمدي ،واعادته الى مساره المحمدي الصحيح.لان الامام كان حاملا لواء  الاسلام بعد ابيه ،وفرض عليه واجب الدفاع عن الحقوق الاسلاميه التي اهدرها يزيد الطاغيه الذي اساء الى كل ماهو اسلامي واراد العودة الى ايام الجاهليه كرها بالاسلام.ولكن الحسين ورغم الظروف المحيطه والاجواء التي تشير الى تخلي العديد ممن دعاه الى المجيء.قد خذلوه وتخلوا عنه ،الا الصفوة المختاره من انصاره ويقال ان عددهم ٧٢ شخصا، قاتلوا معه حتى الموت.وعلى مايروى او يقال انه خيرهم بين البقاء معه او التسلل ليلا اذ قال لهم خذوا الليل ستارا وتسللوا الا انهم  رفضوا وامتنعوا حتى قاتلوا معه واستشهدوا رضوان الله عليهم اجمعين. واقعا ان ملحمة كربلاء تمثل لنا ولكل الاحرار في العالم درسا ملحميا بليغا في الرجوله والشجاعة والاقدام.حتى اصبحت شعارا لكل ثوار العالم في رفض الخنوع والخضوع ،وان القتال يمثل في هكذا حالات خيارا لابد منه. ان دم الحسين( ع) مثل شمعة توقد في طريق كل الطامحين الى الثورة على الظلم والظالمين.ومثلت منارا خالدا للسائرين نحو العلا. قد اكون متحفضا على الكثير مما يمارس ويروى .وبالطرق التي تحدث في تلك الذكرى.الا انني اؤمن بان رفض الحسين للذل ومبايعة يزيد مثلت رفضا ابديا لكل معاني الانحراف والتسلط.ومحاولة فرض الارادات 
فهي ثورة مثلت الضمير الانساني ، في رفض ما يسيء الى الانسان ومحاولة اجبارة على الرضوخ لعقائد منحرفه ارادها يزيد المنحرف ان تكون بديلا عن الاسلام المحمدي وكتاب الله المنزل على صدر نبينا محمد ص. هكذا هي الثورية الحقيقية التي ينبغي علينا ان نتمسك بها و وبنهجها وثوريتها لا بالشكليات التي لا تغني ولاتسمن. وانما تتجسد في العمل والايثار والتمسك بالاسلام والقيم الاصيلة.
السلام عليك يا ابا الاحرار وعلى ابنائك واصحابك آناء الليل واطراف النهار.