كتب/ عبد الزهرة البياتي

يستذكر العراقيون ، اليوم الاحد، الذكرى الـ (66) لثورة (14 تموز 1958) الخالدة ومفجّرها الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم (رحمه الله) ، ففي هذا اليوم انبلج فجر جديد في سماء العراق تمثّل بتأسيس جمهورية العراق بعد الاطاحة بالنظام الملكي بعيدًا عن التبعية الاستعمارية والأحلاف العسكرية وفي مقدمتها حلف بغداد وتحرير العملة الوطنية من سطوة الجنيه الاسترليني وتحقيق نقلات نوعية كبرى على كل الصُعد والميادين ، وفي المقدمة منها انهاء سيطرة طبقة الاقطاع على رقاب الفلاحين البسطاء بإصدار قانون الاصلاح الزراعي رقم(30) لسنة 1958 .لقد استطاع الزعيم خلال فترة حكمه القصيرة التي استمرت لأربع سنوات وستة اشهر وبضعة أسابيع( 1958- 1963) ان يحقّق منجزات كبرى ومشاريع عملاقة لا زالت شاهدة تروي حكاية إرادة وطنية تمثلت بانشاء العديد من السدود والطرق والجسور والمستشفيات والمدارس والموانىء ومشاريع اسكانية في مختلف مدن العراق وعشرات المعامل والمصانع.. وفي عهده صدرت قوانين وتشريعات يُشار لها بالبنان منها قانون من أين لك هذا؟ وقانون الأحوال الشخصية الذي تضمّن مواد تحمي حقوق المرأة وقانون رقم (80) الخاص بتأميم النفط العراقي، وهناك منجزات لا زالت تلوح كالوشم في ظاهر الكفّ رغم تقادم الزمن منها مدينة الطب ومعرض بغداد الدولي ومطار بغداد الدولي ، وإن أي عراقي يُتاح له تصفّح قائمة تلك المنجزات سيحار طبعا ، اذ كيف لحكومة فتية وباقتصاد ناهض للتوّ وفي ظروف ملتبسة استطاع الزعيم «رحمه الله» ان يحقّق مئات بل آلاف المشاريع في مختلف الميادين والمجالات ، والشيء الذي يجب التأكيد عليه إن ابن الشعب البار جاء بجلبابه وذهب بجلبابه ذاته ولم يأخذ من حطام الدنيا شيئا ، وعندما استشهد لم يجدوا في جيبه سوى(دينار وربع) ولم يُسجّل في دوائر التسجيل العقاري اي قصر أو بيت باسمه ، وليس هناك أموال في البنوك تعود إليه.. رحم الله الزعيم عبد الكريم قاسم وطيّب ثراه.